پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج2-ص710

ذلك وطالبهم أن يأتوا بسورة واحدة مثله (1)، وأمرهم أن يدعوا شهداءهم ويصرخوا ليستنصروا منهم ويستعينوا بهم، ولكن لم تنفعهم صارختهم واستغاثتهم واستعانتهم، ثم عجزهم بقوله عز من قائل: و لئن اجتمعت الجن والانس – الاية (2)، فما كانوا مقرنين.

ومع ذلك كله كيف يرض المنصف بوجود الغلط في مثل هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، تعالى كلامه عزو جل عن ذلك علوا كبيرا.

واذن فليس الاستثناء الا قسما واحدا، وهو الاستثناء المتصل، وعليه فالاستثناء في الاية الشريفة استثناء متصل، ولو كان ذلك بالعناية.

وثانيا: لو سلمنا كون الاستثناء على قسمين ولكن الموجود في آية:، تجارة عن تراض (3) استثناء متصل، وذلك لان الالفاظ المذكورة ليست الا الاكل والاموال والباطل والتجارة والتراض، اما اللفظ الاخر فهو المستثني، واما البواقي فلا يصلح شئ منها لان يكون مستثني منه، وهذا ظاهر.

واذن فلا مناص الا عن تقدير في الكلام، وقد ذكرنا غير مرة ان دخول الباء السببية على كلمة الباطل ومقابلتها في الاية مع التجارة عن تراض قرينتان على كون الاية ناظرة الى فصل الاسباب الصحيحة للمعاملة عن الاسباب الباطلة، كما ان المراد من الاكل ليس معناه الحقيقي أعني به

1 – قوله عز من قائل: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين، البقرة: 23.

2 – الاسراء: 88.

3 – النساء: 29.