پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج2-ص458

وقد يناقش في هذا الوجه بانه يستلزم تتابع الاضافات، وهو مذموم في كلمات الفصحاء.

ويرد عليه ان هذه المناقشة فاسدة، لان تتابع الاضافات واقع في الكلمات الفصيحة، ومن ذلك قوله تعالي: مثل دأب قوم نوح وعاد (1).

الوجه الثاني – من وجهي الاستدلال بقوله (عليه السلام): نعم قيمة بغل يوم خالفته على ضمان المغصوب بقيمة يوم الغصب – أن يكون الظرف متعلقا بقوله (عليه السلام): نعم، لان لفظ نعم من جهة قيامه مقام الفعل اعني به يلزمك شبيه بالفعل (2).

وعلى هذا فلا دلالة في الرواية على الضمان بقيمة يوم المخالفة دلالة مطابقية، لان معناها عندئذ انه تلزمك القيمة يوم المخالفة من غير تعرضلبيان ان هذه القيمة هل هي قيمة يوم المخالفة، ام هي قيمة يوم الدفع، أم هي قيمة يوم التلف أم غير ذلك.

نعم لا بأس بدلالتها على ذلك التزاما، فان ذكر القيمة فيها ثم اضافتها الى كلمة بغل، ثم ذكر يوم المخالفة بعد ذلك، من القرائن الظاهرة على أن الامام (عليه السلام) انما قدر مالية المغصوب وبين ان ضمانها بقيمة يوم المخالفة، إذ لا معني لكون الضمان يوم الغصب فعليا ويكون المدار فيه على قيمة يوم آخر، وعلى الجملة ان تعلق الضمان – بالقيمة يوم الغصب – بمالية المغصوب ظاهر في ان الضمان بقيمة ذلك اليوم.

ويرد على هذا الوجه انه لا معني لجعل الظرف متعلقا بلفظ نعم، من جهة قيامه مقام الفعل، ضرورة أن ذلك يقتضي الحكم بضمان القيمة من يوم الغصب مع أنه واضح البطلان، لان الضمان لا يتعلق بالقيمة قبل تلف

1 – المؤمن: 31.

2 – احتمله في مفتاح الكرامة 6: 244، المستند 2: 368، الجواهر 37: 101.