پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص711

وقد تكون الغاية من العبادة هي الله، ولكن بداعي التملق والخضوع لحفظ الجهات الدنيوية، بان يجعلها العبد وسيلة لازدياد النعمة والعزة وسببا لارتفاع الشأن والمنزلة، وترسا لدفع النقمة والهلكة، وقد اشير الى هذا في الكتاب بقوله تعالى: لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد (1).

وقد تكون الغاية من العبادة هي الله بداعي الخشية من غضبه والخوف من ناره التي اعدت للعاصين، وبداعي التعرض لرحمته الواسعة، والوصول الى الحور والقصور والجنة، التي عرضها كعرض السماوات والارض، وهذه المرتبة ارقى من المرتبة الثانية، وقد اشار الى هذا بقوله تعالى: وادعوه خوفا وطمعا (2)، وبقوله تعالى: ويدعوننا رغبا ورهبا (3)، وقد ورد في كثير من الادعية، كدعاء أبي حمزة الثمالي وغيره، تعليل الايمان بالله والعبادة له بالخوف والخشية والطمع، وهذا واضح لا غبار عليه.

وقد تكون الغاية من العبادة هي التقرب الى الله وتحصيل رضاه، من غير أن يقترن بها غرض آخر من الاغراض الدنيوية أو الاخروية، وهذهالمرتبة ارقى من المرتبة الثانية والثالثة، وهي مختصة بالعارفين بالله والسالكين إليه، ولا يناله الا القليل من الموحدين، كسلمان والمقداد وأبي ذر وفريق من الاكابر.

وقد اتضح مما ذكرنا ان الغرض من العبادة في هذه الدرجات الثلاث الاخيرة هو انتفاع العبد حتى في الدرجة الاخيرة، اعني المرتبة الرابعة،

1 – ابراهيم: 7.

2 – الاعراف: 54.

3 – الانبياء: 90.