پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص617

ولا يعقل بعد ذلك ان تكون موقوفة على حصول قيد أو شرط، واما ارجاعه الى متعلق الخبر، وهو وان كان سائغا في نفسه ولكنه خلاف ظاهر القضايا الشرطية، وحينئذ فيتعين ارجاعه الى المخبر به، وهو الدعاوي النفسانية، مثلا إذا قال احد: ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فان معناه: ان دعوى تحقق النهار مقيدة بطلوع الشمس ومععدم طلوعها فالدعوى منتفية.

وعليه فتقدير الاية: بل فعله كبيرهم ان نطقوا فاسألوهم، فقد علقت الدعوى على نطق كبيرهم، ولما استحال نطقه انتفت الدعوى، فلا تكون كاذبة، ونظير ذلك قولك: فلان صادق فيما يقول ان لم يكن فوقنا سماء، وكقولك ايضا: لا اعتقد الها ان كان له شريك، ولا اعتقد خليفة للرسول (صلى الله عليه وآله) ان لم يكن منصوبا من الله، هذا فاغتنم.

ويؤيد ما ذكرناه خبر الاحتجاج عن الصادق (عليه السلام) انه قال: ما فعله كبيرهم، وما كذب ابراهيم، قيل: وكيف ذلك، فقال: انما قال ابراهيم: ان كانوا ينطقون، فان نطقوا فكبيرهم فعل وان لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا، فما نطقوا وما كذب ابراهيم (1).

وقد ذكر المفسرون وجوها لتفسير الاية فراجع.

وأما رمي قول ابراهيم: اني سقيم بالكذب، فجوابه: ان المراد به كونه سقيما في دينه اي مرتادا وطالبا في دينه، ويؤيده ما في خبر الاحتجاج المتقدم عن الصادق (عليه السلام)، من قوله: ما كان ابراهيم سقيما، وما كذب، وانما عنى سقيما في دينه اي مرتادا (2).

1 – الاحتجاج 2: 354، مرسلة.

2 – الاحتجاج 2: 354، مرسلة.