مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص565
منها: ما رواه الصدوق والكليني عن أبي جعفر (عليه السلام)، وقد ذكر فيها: اخوان الثقة واخوان المكاشرة، وقال في اخوان المكاشرة: وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (1).
وفيه: ان هذه الرواية غريبة عما ذكره المصنف، فانها مسوقة لبيان وظيفة العمل بحقوق الاخوان على حسب مراتب الاخوة، فان منهم من هو في ارقى مراتب الاخوة في اداء حقوقها حتى يطمئن به الانسان على عرضه وماله وسائر شؤونه، وهذا الاخ كالكف والجناح، فيبذل له المال واليد، ويعادي من عاداه ويصافي من صافاه، ومنهم اخوان الانس والفرح والمجالسة والمفاكهة، فلا يبذل لهم الا ما يبذلون من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان، ولا يطمأن إليهم في الامور المذكورة.
ومنها: رواية عبيدالله الحلبي (2)، فانها تدل على أن للصداقة حدودا،
1 – عن أبي مريم الانصاري عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قام رجل بالبصرة الى امير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا امير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان، فقال: الاخوان صنفان: اخوان الثقة واخوان المكاشرة، فأما اخوان الثقة فهم الكف والجناح والاهل والمال، فإذا كنت من اخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك، وصاف من صافاه، وعاد من عاداه، واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن، واعلم ايها السائل انهم اقل من الكبريت الاحمر، وأما اخوان المكاشرة فانك تصيب لذتك منهم فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك عن ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (الكافي 2: 193، عنه الوسائل 12: 146)، صحيحة.
ورواها الصدوق في مصادقة الاخوان: 30 مرسلا، وفي الخصال: 49 بسند فيه ضعف لعبدالله بن احمد الرازي وبكر بن صالح ومحمد بن حفص وغيرهم.
الكشر: التبسم، كاشره: كشف له انيابه.
2 – عن أبي عبداالله (عليه السلام) قال: لا تكون الصداقة الا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شئ منها فانسبه الى الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ منها فلا تنسبه الى شئ من الصداقة، فأولها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية: أن يرى زينك زينه وشينك شينه، و الثالثة: أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال، و الرابعة: أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته، والخامسةوهي تجمع هذه الخصال: أن لا يسلمك عند النكبات (الكافي 2: 467، مصادقة الاخوان: 30، عنهما الوسائل 12: 25)، ضعيفة لعبيدالله الدهقان.
الاسلام: الخذلان.