مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص563
لسانين، ويسمى هذا منافقا ايضا، وإذا مدح المقول فيه في حضوره بما ليس فيه عوقب بثلاثة عقاب: للاغتياب والكذب والنفاق.
ثم ان الحمد في الحضور بالاوصاف المباحة وان كان جائزا في نفسه بل ربما يكون مطلوبا للعقلاء، ولكنه إذا كان مسبوقا بالذم أو ملحوقا به كان من الجرائم الموبقة والكبائر المهلكة، وقد ورد في الاخبار المستفيضة (1) ان ذا لسانين يجئ يوم القيامة وله لسانان من النار، فان لسانه المدح في الحضور وان لم يكن لسانا من النار الا أنه إذا تعقبه أوتقدمه لسان الذم في الغياب صار كذلك.
ثم ان النسبة بين المغتاب – بالكسر – وبين ذي اللسانين هي العموم من وجه، فانه قد توجد الغيبة ولا يوجد النفاق، وقد يوجد النفاق حيث لا توجد الغيبة، كأن يمدح المقول فيه حضورا ويذمه بالسب والبهتان غيابا، وقد يجتمعان كما عرفت.
قوله: وقد يطلق الاغتياب على البهتان.
أقول: قد عرفت ان الغيبة هي ان تقول في اخيك ما ستره الله عليه، وأما البهتان فهو على ما تقدم في بعض اخبار الغيبة: ذكرك اخاك بما ليس فيه، فهما متبائنان مفهوما ومصداقا، نعم بناء على مقالة المشهور، من أن الغيبة ذكرك اخاك بما يكرهه، فيمكن اجتماعهما في بعض الموارد.
وأما اطلاق الغيبة على البهتان في رواية علقمة (2) فبنحو من المسامحة
1 – الكافي 2: 257، الخصال: 38، الزهد: 5، عنهم الوسائل 12: 256 – 260، المستدرك 9: 96 – 97.
2 – عن الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير – الحديث (امالي الصدوق: 91، عنه الوسائل 12: 285)، ضعيف لعلقمة بن محمد وصالح بن عقبة وغيرهما.