مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص490
مستثنيات حرمة الغناء:
– رثاء الحسين وسائر المعصومين (عليهم السلام):
قال المحقق الاردبيلي (رحمه الله) في محكي شرح الارشاد: وقد استثنى مراثي الحسين (عليه السلام) ايضا، ودليله ايضا غير واضح، ثم قرب الجواز لعدم الدليل على حرمة الغناء مطلقا، ثم قال: ويؤيده ان البكاء والتفجع عليه (عليه السلام) مطلوب ومرغوب وفيه ثواب عظيم، والغناء معين على ذلك وانه متعارف دائما في بلاد المسلمين في زمن المشائخ الى زماننا هذا من غير نكير، وهو يدل على الجواز غالبا، ثم أيد رأيه هذا بما دل على جواز النياحة في الشريعة المقدسة، وبأن التحريم انما هو للطرب وليس في المراثي طرب بل ليس فيها الا الحزن.
واستدل بعض متأخر المتأخرين على ذلك بعمومات ادلة البكاء والرثاء.
أقول: قد عرفت آنفا ان المراثي خارجة عن الغناء موضوعا فلا وجه لذكرها من مستثنيات حرمة الغناء، ولو سلمنا اطلاق الغناء عليها لشملتها اطلاقات حرمة الغناء المتقدمة، ولا دليل على الاستثناء، ووجود السيرة على الرثاء واقامة التعزية على المعصومين (عليهم السلام) في بلاد المسلمين وان كان مسلما، ولكنها لا تدل على جواز الغناء فيها، الذي ثبت تحريمه بالايات والروايات.
وأما ما دل على ثواب البكاء على الحسين (عليه السلام)، أو ما دل على جواز النوح على الميت فلا يعارض بما دل على حرمة الغناء، وسيأتي.
وأما ما ذكره الاردبيلي، من أنه معين على البكاء فهو ممنوع، فانالغناء على ما حققنا من مفهومه لا يجتمع مع البكاء والتفجع.
وأما ما ذكره من أن التحريم انما هو للطرب وليس في المراثي طر