مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص447
وهذا لا شبهة فيه، وانما الكلام في تحقيق موضوع السحر وبيانحقيقته.
وقد اختلفت كلمات اهل اللغة في ذلك (1)، فذكر بعضهم: انه الخدعة والتمويه، وقال بعضهم: انه اظهار الباطل بصورة الحق، وقيل: هو الاخذة في العين، وفي القاموس: انه ما لطف مأخذه ودق، وقال بعضهم: انه صرف الشئ عن وجهه الى غير حقيقته بالاسباب الخفية على سبيل الخدعة والتمويه، الى غير ذلك من التعاريف.
وقد وقع الخلاف بين الاصحاب في ذلك ايضا، فعن العلامة في
1 – في لسان العرب: ومن السحر الاخذة التي تأخذ العين حتى يظن ان الامر كما يرى وليس الاصل على ما يرى، والسحر الاخذة وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر، قال الازهري: وأصل السحر صرف الشئ عن حقيقته الى غيرها، فكان الساحر لما ارى الباطل في صورة الحق خيل الشئ على غير حقيقته، فقد سحر الشئ عن وجهه اي صرفه، وقال الفراء في قوله تعالى: فأنى تسحرون، معناه: فانى تصرفون، وقال يونس: تقول العرب للرجل: ما سحرك عن وجه كذا وكذا، اي صرفك (لسان العرب 4: 348).
وفي اقرب الموارد: سحره سحرا عمل له السحر وخدعه، وسحر فلانا عن الامور صرفه، ويقال: سحرت الفضة إذا طليتها بالذهب، وقيل: السحر والتمويه يجريان مجري واحدا.
وفي مجمع البحرين: قوله تعالى: فانى تسحرون اي فكيف تخدعون عن توحيده ويموه لكم، ويسمى السحر سحرا لانه صرف جهته (مجمع البحرين 3: 324).
وفي مفردات الراغب: نحن قوم مسحورون اي مصروفون عن معرفتنا بالسحر (المفردات: 225).
وفي المنجد: سحره خدعه، وسحره عن كذا صرفه وأبعده، وسحر الفضة طلاها بالذهب (المنجد: 322).