مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص439
من غير أن يخفف عن الراد شئ، ولكن الراوي أخطا فحذف كلمة مثل.
وعليه فشأن الرواية شأن ما عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما عبد من عباد الله سن سنة هدى كان له مثل اجر من عمل بذلك من غير أن ينقص من اجورهم شئ، وأيما عبد من عباد الله سن سنة ضلال كان عليه مثل وزر من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (1)، وغير ذلك من الروايات المستفيضة (2) الواردة بهذا المضمون.
ولكن ما أفاده المصنف على خلاف الظاهر من الرواية، فان الظاهر منها الضمير المضاف إليه في كلمة: وزره يرجع الى السب المستفاد من قوله (عليه السلام): يتسابان، نظير قوله تعالى: اعدلوا هو اقرب للتقوى (3)، فالمعنى ان وزر كل سب على فاعله ولا يرتفع عنه الا بالاعتذار من المسبوب، لهتك كل من المتسابين صاحبه وظلمه اياه، وعلى هذا فلا اغتشاش في الضمائر.
ولكن الذي يسهل الخطب انا لم نجد الرواية على النحو الذي نقله المصنف، بل هي مروية هكذا: ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتذر الى المظلوم، وفي رواية اخرى: ما لم يتعد المظلوم، اي ما لم يتجاوز عن الاعتداء بالمثل، وقد ذكرناهما في الحاشية آنفا.
أما الاولى فتدل على أن البادي منهما يستحق وزرين: أحدهما بالاصالة والاخر بالتسبيب والقاء غيره في الحرام الواقعي، وقد عرفت في البحث عن حرمة تغرير الجاهل ان التسبيب الى الحرام حرام بالادلة
1 – ثواب الاعمال: 160، عنه الوسائل 16: 174.
2 – راجع الوسائل باب 16 اقامة السنن الحسنة من الامر بالمعروف.
3 – المائدة: 11.