پایگاه تخصصی فقه هنر

مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص404

وذلك غير ما نحن فيه من اعدام ما يوجب الاضلال.

3 – قوله تعالى: واجتنبوا قول الزور (1).

وفيه: ان قول الزور قد فسر بالكذب (2)، وسيأتي في مبحث حرمة الغناء تفسير قول الزور بالغناء في جملة من الروايات، ولا منافاة بين التفسيرين، فان كلا منهما لبيان المصداق، وقد ذكرنا في مبحث التفسير ان القرآن لا يختص بطائفة ولا بمصداق، والا لنفد بنفاد تلك الطائفة وانعدم ذلك المصداق، بل القرآن يجري مجرى الشمس والقمر، كما في عدة من الروايات.

وقد ذكرنا جملة منها في مقدمات التفسير، وجمعها في مشكاة الانوار المعروف بمقدمة تفسير البرهان، وكيف كان، فالاية غريبة عما نحن فيه.

لا يقال: ان الاية تدل على اعدام كتب الضلال لكونها من اظهر مصاديق الكذب بل هي كذب على الله ورسوله.

فانه يقال: غاية ما يستفاد من الاية وجوب الاجتناب عن التكلم بالكذب، وأما اعدامه فلا، والا لوجب اعدام جميع ما فيه كذب كاكثر التواريخ ونحوها، ولم يلتزم به احد من المحصلين فضلا عن الفقهاء.

4 – ان جملة من فقرات رواية تحف العقول تدل على حرمة حفظ كتب الضلال، منها قوله (عليه السلام): انما حرم الله الصناعة التي يجئ منها الفساد محضا، بدعوى ان مفهوم الحصر يقتضي حرمة الصناعة المحرمة بجميع منافعها، ومنها الحفظ.

1 – الحج: 30.

2 – في تفسير التبيان: واجتنبوا قول الزور يعنى الكذب، وروي اصحابنا انه يدخل فيه الغناء وسائر الاقوال الملهية (التبيان 2: 304).