مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص360
سوى الروح، وهذا انما يكون في الصورة إذا كانت مجسمة وواجدة للجثة والهيكل، ومشتملة على الابعاد الثلاثة، إذ يستحيل الامر بنفخ الروح في النقوش الخالية عن الجسم، فان الامر بالنفخ لا يكون الا في محل قابل له والصور المنقوشة على الالواح والاوراق ونحوهما غيرقابلة لذلك، لاستحالة انقلاب العرض الى الجواهر.
ودعوى ارادة تجسيم النقش مقدمة للنفخ ثم النفخ فيه، خلاف الظاهر من الروايات.
وأجاب عنه المصنف بوجهين: الف: ان النفخ يمكن تصوره في النقش بملاحظة محله بل بدونها، كما في امر الامام (عليه السلام) الاسد المنقوش على البساط بأخذ الساحر في مجلس الخليفة (1).
وفيه: ان هذا خلاف ظواهر الاخبار، فان الظاهر منها ان التكليف انما هو باحياء نفس الصور دون محلها، وأما امر الامام (عليه السلام) الاسد المنقوش على البساط بأخذ الساحر، فسياتي الجواب عنه.
ب: ان النفخ انما هو بملاحظة لون النقش الذي هو في الحقيقة اجزاء
1 – عن علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلا يبطل به امر أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ويقطعه ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم، فلما احضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن (عليه السلام) تناول رغيفا من الخبز طار من بين يديه، واستقر هارون الفرح والضحك لذلك، فلم يلبث أبو الحسن (عليه السلام) أن رفع رأسه الى أسد مصور على بعض الستور، فقال: يا اسد الله خذ عدو الله، فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم، وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه – الخبر (عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 1: 95، الامالي للصدوق: 148، المناقب لابن شهر آشوب 3: 417، عنهم البحار 48: 42).