مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص221
الاسراج، فانه لو جاز الانتفاع به في غيره ايضا لتعرض له الامام (عليه السلام) فيها أو في غيرها.
وفيه: ان وجه التخصيص ان النفع الظاهر للدهن هو الاكل والاسراج فقط، فإذا حرم اكله للتنجس اختص الانتفاع به بالاسراج، فلذا لم يتعرض الامام (عليه السلام) لغير الاستصباح، واذن فلا دلالة فيها ايضا على المدعى.
على أنه قد ورد في بعض الروايات جواز الانتفاع به بغير الاستصباح، كقوله (عليه السلام) في رواية قرب الاسناد: ولكن ينتفع به كسراج ونحوه (1)، وكقول علي (عليه السلام) المروي عنه بطرق شتى: الزيت خاصة يبيعه لمن يعمله صابونا (2).
1 – باسناده عن علي بن جعفر عن اخيه (عليه السلام) – الى أن قال: – وسألت عن فأرة أو كلب شربا في زيت أو سمن، قال: ان كان جرة أو نحوها فلا تأكله، ولكن ينتفع به كسراج ونحوه (قرب الاسنا: 116، مسائل علي بن جعفر (عليه السلام): 33، عنهما الوسائل 24: 198)، مجهولة لعبدالله بن الحسن.
2 – عن علي (عليه السلام) سئل عن الزيت يقع فيه شئ له دم فيموت، قال: الزيت خاصة يبيعه لمن يعمله صابونا (الجعفريات: 26، عنه المستدرك 13: 73)، مجهولة لموسى بن اسماعيل.
ومثلها في دعائم الاسلام ونوادر الراوندي (دعائم الاسلام 1: 122، النوادر للراوندي: 50، عنهما المستدرك 13: 73).
قال المحدث النوري نور الله مرقده في المستدرك في الفائدة الثانية من الخاتمة: كتاب النوادر هو تأليف السيد الامام الكبير ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الراوندي الكاشاني، حفيد الحسن المثنى بن الحسن المجتبي (عليه السلام)، ووصفه العلامة في اجازة بني زهرةبالسيد الامام، وفي فهرست الشيخ منتجب الدين: علامة زمانه جمع مع علو النسب كمال الفضل والحسب، وكان استاذ ائمة عصره، قال أبو سعد السمعاني في كتاب الانساب: انه من المشائخ واليه تنتهي كثيرا من أسانيد الاجازات، وهو تلميذ الشيخ أبي علي بن شيخ الطائفة، وله تصانيف تشهد بفضله وأدبه وجمعه بين مورث المجد ومكتسبه، ومنه انتشرت الادعية الجليلة المعروفة بأدعية السر – انتهى ملخص كلامه (المستدرك 19: 173).
أقول: لا شبهة في علو شأنه ورفعة منزلته، ومكانة علمه، وثبوت وثاقته، وقد صرح بذلك غير واحد من المترجمين، ولكن لم يظهر لنا اعتبار كتابه هذا، لان في سنده من لم تثبت وثاقته كعبد الواحد بن اسماعيل، ومن هو مجهول الحال كمحمد بن الحسن التميمي البكري.