مصباح الفقاهة (ط . ج)-ج1-ص212
لا ينافي تحليل بعض المنافع عليه دون بعض.
واما ناظرة الى أن خلق تلك الاجرام وتكوينها على الهيئات الخاصة والاشكال المختلفة والانواع المتشتتة، من الجبال والادوية والاشجار والحيوانات على أنواعها، وانحاء المخلوقات من النامي وغيره، لبيان طرق الاستدلال على وجود الصانع وتوحيد ذاته وصفاته وفعاله، وعلى اتقان فعله وعلو صنعه وكمال قدرته وسعة علمه.
اذن فتكون اللام للانتفاع، فانه أي منفعة أعظم من تكميل البشر، ولعل هذا هو المقصود من قوله (عليه السلام) في دعاء الصباح: يا من دل على ذاته بذاته.
الاصل جواز الانتفاع بالمتنجس: قوله: ولا حاكم عليها سوى ما يتخيل.
أقول: قد استدل على حرمة الانتفاع بمطلق المتنجس بجملة من الايات والروايات، أما الايات: فمنها: قوله تعالى: يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (1)، فان المتنجس رجس فيجب الاجتناب عنه.
وفيه: ان الرجس وان اطلق على الاعيان النجسة كثيرا كما اطلق علىالكلب في صحيحة البقباق (2)، الا أن الاية لا ترتبط بالمدعى لوجوه:
1 – المائدة: 92.
2 – الفضل بن عبد الملك قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فضل الهرة والشاة – الى أن قال: – فلم أترك شيئا الا سألت عنه، فقال: لا بأس به حتى انتهيت الى الكلب، فقال: رجس نجس لا تتوضأ بفضله واصبب ذلك الماء – الخبر (التهذيب 1: 225، الاستبصار 1: 19، عنهما الوسائل 1: 226)، صحيحة.