پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص181

المعتبر في العبادة ان تكون تلك المبادى الموجودة في النفس الباعثة لايجاد متعلق الامر امتثالا له تعالى كلها مربوطة به تعالى فيكون خوفه من الله ورجائهإليه وطمعه في اعطائه تعالى باعثا لاطاعته ومحركا له، ام لا يعتبر فيها الا كون العمل لله تعالى خالصا بلا شركة شئ معه فإذا صار شئ دنيوى سببا لايجاد عمل لله تعالى، ولا يكون في اتيان الفعل بداعي الله شريكا وان كان الاتيان بداعي الله معلولا لداعى غير الله يقع الفعل عبادة.

التحقيق هو الثاني لان الامتثال والاطاعة عقلا ليسا غير اتيان المأمور به حسب دعوة الامر ولاجل موافقته كان الباعث الاقصى عليه ما كان.

وكون نفس الامر محركا بلا غاية اخرى ومباد اخر: محال، لان كل فعل اختياري لابد له من مبادى كالتصور والتصديق بالفائدة وادراك لزوم ايجاده واصطفائه وارادته، والامر بما هو ليس محركا تكوينا ولا مترتبا عليه بما هو فائدة.

ولو فرض في مورد ترتبها عليه يكون مبدء المحرك والغاية الباعثة هي تلك الفائدة، لا نفس امر الامر بما هو فلابد في تحرك المكلف حسب دعوة الامر من غاية وتلك الغاية لا يعقل ان تحرك العبد الا نحو امتثال الامر واطاعة المولى فتحقق الامتثال والطاعة مما لابد منه والا لتخلفت المتحركية عن المحركية والمعلول عن العلة ; ولا يعتبر في العبادة عقلا الا وقوع الفعل امتثالا واطاعة لله تعالى وكان تحرك العبد حسب دعوة امره بلا شركةشئ آخر في هذه الرتبة.

وبالجملة إذا كان الاتيان للامتثال والاطاعة محضا وبلا دخالة شئ فيه يصير العمل عبادة، لان العبادة اطاعة المولى وحركة العبد على طبق امره كانت الغاية لها ما كانت، وقد عرفت بما لا مزيد عليه امتناع اشتراك الغايات في ترتب الآثار على ذى الغايات بل هي علة العلة لا شريكتها، والشاهد على عدم اعتبار شئ آخر في صيرورة الفعل قربيا وعباديا مضافا إلى ما ذكر الادلة المرغبة في العبادات بالوعد على ترتب آثار اخروية أو دنيوية عليها وتسالمهم على صحة العبادة إذا كان الاتيان والاطاعة بطمع الجنة أو لخوف النار بل بطمع سعة الرزق ونحوها مع ان كل ذلك