المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص119
واما احتمال كون المذكورين في رواية محمد بن اسمعيل ونظائرها من غير المتقلدين لامرهم بل من اشراف البلد الذين لهم ذهاب واياب في ابوابهم: فهو خلاف ظاهر قوله: ” ومكن له في البلاد ” (الخ) بل خلاف ظاهر قوله: بابواب الظالمين، سيما مع كون الراوى لها مثل محمد بن اسمعيل ولبعضها على بن يقطين وهما متقلدان لاعمالهم، ولعلها صادرة لترغيبهم في البقاء على بابهم.
وتشهد له رواية محمد بن عيسى بن يقطين (1) ” قال: كتب على بن يقطين إلىابى الحسن عليه السلام في الخروج من عمل السلطان فاجابه: انى لا ارى لك الخروج من عمل السلطان، فان لله عزوجل بابواب الجبابرة من يدفع بهم عن اوليائه وهم عتقائه من النار فاتق الله في اخوانك أو كما قال ” ومنها يظهر المراد من قوله في رواية ابن بزيع ” ان الله بابواب الظالمين ” (الخ).
فهذه جملة من الروايات، ونحوها جملة وافرة اخرى متوافقة المضمون دالة على جواز الدخول في اعمالهم لاصلاح حال المؤمنين والقيام بمصالحهم، وتظافرها وكثرتها اغنيانا عن النظر إلى الاسناد والمصادر للوثوق والاطمينان بصدور جملة منها مع ان فيها صحيحة الحلبي (2) المتقدمة، وصحيحة على بن يقطين (3) قال: قال لى ابو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ان لله تبارك وتعالى مع السلطان اولياء يدفع بهم عن اوليائه ” بناء على ان قوله ذلك لترغيبه في بقائه على شغله كما تشهد به مضافا إلى رواية محمد بن عيسى المتقدمة روايته الاخرى (4) انه كتب إلى ابى الحسن موسى عليه السلام ” قال: ان قلبى يضيق مما انا عليه من عمل السلطان وكان وزيرا لهارون فان اذنت جعلني الله فداك هربت منه فرجع الجواب لا اذن لك بالخروج من عملهم واتق الله أو كما قال “.
واحتمال التقية بعيد ولو بملاحظة سائر الروايات.
(1) المستدرك – كتاب التجارة – الباب 39 – من ابواب ما يكتسب به.
(2) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 48 – من ابواب ما يكتسب به.
(3) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 46 – من ابواب ما يكتسب به.
(4) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 46 – من اواب ما يكتسب به.