پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص111

وان الحكومات الجائرة الباطلة منشأ كل مفسدة حرمها الله تعالى وحرم الدخول فيها في اعمالهم والولاية من قبلهم، والا فالمفاسد المذكورة لم تترتب على كل ولاية، ضرورة ان في عصر بنى امية وبنى العباس لعنهم الله لم يكن نبي لكن المنظور بيان علة التشريع كليا فدلالتها على الحرمة الذاتية غير خفية.

ورواية زياد بن ابى سلمة (1) ” قال: دخلت على ابى الحسن موسى عليه السلام إلى ان قال: فقال لى يا زياد: لان اسقط من حالق فاتقطع قطعة قطعة احب إلي من ان اتولى لاحد منهم عملا أو اطأبساط رجل منهم الا لماذا قلت: لا ادرى جعلت فداك قال: الا لتفريج كربة عن مؤمن اوفك اسره أو قضاء دينه يا زياد ان اهون ما يصنع الله عزوجل بمن تولى لهم عملا ان يضرب عليه سرادق من نار إلى ان يفرغ الله عزوجل من حساب الخلائق “.

دلالتها على الحرمة الذاتية لاجل ان ابا الحسن عليه السلام مع كونه ولى الامر وصاحب الحق قال ما قال وعلله بما ذكر واستثنى ما استثنى فلو كانت الحرمة للتصرف في حقهم فقط لما كان لذلك كله وجه.

وموثقة مسعدة بن صدقة (2) ” قال: سئل رجل ابا عبد الله (ع) عن قوم من الشيعة يدخلون في اعمال السلطان يعملون لهم ويجبون لهم ويوالونهم قال: ليس هم من الشيعة ولكنهم من اولئك ثم قرء أبو عبد الله (ع) هذه الآية لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم إلى ان قال: ثم احتج الله على المؤمنين الموالين للكفار فقال: ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم إلى قوله: ولكن كثيرا منهم فاسقون فنهى الله عزوجل ان يوالى المؤمن الكافر الا عند التقية “.

والظاهر من استثناء التقية ان المراد بالموالات ليس المحبة والوداد بل التولى

(1) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 46 – من ابواب ما يكتسب فبه – ضعيفة بزياد بن ابى سلمة وغيره.

(2) الوسائل – كتاب التجارة الباب 45 – من ابواب ما يكتسب به.