المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص104
اياكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمين “.
وعن تفسير العياشي عن سليمان الجعفري (1) ” قال: قلت لابي الحسن عليه السلام ما تقول في اعمال السلطان فقال: يا سليمان الدخول في اعمالهم والعون لهم والسعى في حوائجهم عديل الكفر والنظر إليهم على العمد من الكبائر التى يستحق بها النار “.
وفى رواية شاذان بن جبرئيل (2) عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الاسراء وما رآه مكتوبا علي ابواب النار ومن جملته ” لا تكن عونا للظالمين “، فان الظاهر أو المنصرف منها ولو بمناسبة الحكم والموضوع العون على ظلمهم سيما مع التقييد في بعض ما تقدم وغيره ومع ما تقدم من رواية صفوان وصحيح الحلبي.
ويؤيده رواية اعمش (3) حيث عد فيها من الكبائر ترك اعانة المظلومين، ومعلوم ان المراد تركها
فيما ظلموا لا مطلقا،
والظاهر انصراف السلطان في رواية الجعفري إلى بنى العباس (لع) والسؤال والجواب ناظران إليهم، فانهم محل الحاجة في ذلك الزمان، فلا يبعد القول بحرمة اعانتهم مطلقا والسعى في حوائجهم والدخول في اعمالهم بل والنظر إليهم لكن الظاهر لزوم توجيه الاخير بوجه، مع امكان الخدشة في سند الرواية فان العياشي وان كان ثقة وادرك الجعفري وهو ثقةلكن ليس لنا طريق صحيح إلى تفسيره، ومعروفيتها بحيث اغنتنا عن السند غير ظاهرة ولم يذكر صاحب الوسائل طريقه إليه الا ان يدعى الاطمينان والوثوق بكون ما عن تفسيرة من ه والعلم عند الله.
واما الروايات الواردة في الدخول في اعمالهم والغشيان في سلطانهم والقرب من السلطان وحواشيه فليست من المسألة التى تعرضنا لها ككثير مما تقدم وانما تعرضنا لها تبعا للقوم وسيأتى الكلام فيها انشاء الله في المسألة الآتية
(1) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 45 – من ابواب ما يكتسب به.
(2) المستدرك – كتاب التجارة – الباب 35 – من ابواب ما يكتسب به.
(3) الوسائل – كتاب الجهاد – الباب 46 – من ابواب جهاد النفس – ضعيفة.