المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص99
كان يوم القيامة نادى مناد: اين اعوان الظلمة ومن لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مد لهم مدة قلم فاحشروهم معهم “.
ورواية السيد فضل الله الراوندي (1) التى صححها المحدث النوري عن موسى بن جعفر عليه السلام ” قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الظلمة واعوان الظلمة من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مد لهم مدة احشروه معهم “، و قريب منهما رواية ورام بن ابى فراس (2) الا ان فيها ” واعوان الظلمة واشباه الظلمة حتى من برء لهم قلما ” (الخ).
ورواية القطب الراوندي (3) وفيها ” اين الظلمة واعوانهم حتى من لاق لهم دواة ” (الخ) فالكلام فيها انه يحتمل في رواية السكوني ان يكون عطف من لاق لهم (الخ).
على اعوان الظلمة (بالواو) لافادة امر زائد على الاعانة في ظلمهم فكأنه قال: اعانتهم في ظلمهم وفى غيره كالاعانة في الليق والربط والمد سواء فتكون بحسب هذا الظهور مخالفة لساير الروايات فان بعضها بلا عاطف فيكون ما بعد بيانا وفى بعضها عطف (بحتى) لافادة اخفى مراتب الاعانة فتكون المذكورات بحسب رواية السكوني مقابلة للاعانة وبحسب غيرها مصداقها لكن الاظهر الاولى حمل العطف في روايةالسكوني على عطف الخاص على العام فتطابق بين الروايات لاظهرية غيرها منها كما لا يخفى.
ثم ان ما ذكرناه في رواية ابن ابى يعفور (4) من وقوع التعارض بين صدرها وذيلها يأتي في تلك الروايات ايضا، لكن الاظهر في مفادها ان مطلق الاعانة على ظلمهم محرم ومعصية كبيرة ولا تختص الحرمة بالاشتغال المعتد به.
واحتمال ان يكون المراد بمن لاق ونحوه من كان شغله ذلك (وهم) وانما
(1) المستدرك – كتاب التجارة – الباب 35 – من ابواب ما يكتسب به.
(2) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 42 – من ابواب ما يكتسب به.
(3) المستدرك – كتاب التجارة – الباب 35 – من ابواب ما يكتسب به.
(4) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 42 – من ابواب ما يكتسب به.