المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص98
صدره: له جهات من الظهور كظهور الظلمة في نحو الامراء والسلاطين والخلفاء أو الاعم منهم وممن شغله ذلك، وظهور الاعوان ولو باعتبار الاضافة إلى الظلمة فيمن شغله العون كالجندي والقاضي والكاتب ونحوهم، ولا تشمل من اعان في مورد أو موردين فلا يقال له: هو من اعوان الظلمة، وظهور الجملة ولو بمناسبة الحكم والموضوع والاضافة إلى الموصوف بوصف الظلم في ان المعين معينهم في ظلمهم كعمال الخلفاء والسلاطين بحسب النوع.
وبلحاظ صدر الرواية يقع التعارض بدوا بين الظهورين الاخيرين وبين قوله عليه السلام: ” ما احب انى عقدت لهم عقدة ” (الخ) فان الظاهر انه كناية عن مطلق العمل لهم، بل وبين الظهورين أو الظهور الاخير وبين المذكورات في مورد السؤال، لان البناء ونحوه لا يكون معينا للظلم ولا شغله الاعانة فيدور الامر بين رفع اليد عن ظاهر الذيل وحمله بقرينة الامثلة وقوله عليه السلام: انى لا احب (الخ) على مطلق العمل لهم كان اعانة عليهم أو في ظلمهم ام لافتكون التوسعة لذلك تعبدية، وبين جعل قوله عليه السلام كناية عن الدخول في اعمالهم التى كان اعانة عليهم في ظلمهم لا محالة بحسب النوع فيكون موافقا للظهورين أو عن الاعانة لهم في ظلمهم بقرينة تطبيق الكبرى عليه فيكون موافقا للاخير وكاشفا ببركة الكبرى عن مورد السؤال المجهول عندنا كما تقدم.
والاظهر ولو بمناسبة الحكم والموضوع وبانه عليه السلام استشهد ظاهرا بالكبرى المذكورة وعليه يكون حملها على ما تقدم واعمال التعبد في غاية البعد: جعل الكبرى قرينة على المعنى المكنى عنه وانه احد المعنيين المتقدمين فتكون حاصل المعنى المراد: ان الدخول في ديوانهم المستلزم لكونه عونا على ظلمهم محرم أو ان الاعانة على ظلمهم محرمة.
واما الروايات الاخر التى علق فيها الحكم على اعوان الظلمة مثل موثقة السكوني (1) عن جعفر بن محمد عليه السلام عن آبائه (ع) ” قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
(1) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 42 – من ابواب ما يكتسب به – موثقه بالسكوني.