المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص74
يجانب الايمان فان قوله: ما من احد (الخ) يدل على ان كل احد وان كان مؤمنا يبتلى بالكذب ولكن الكذاب هو المطبوع عليه ولعل السائل كان ذهنه مسبوقا بان الكذاب فاجر فاسق أو انه لا يكون مؤمنا فسئل ما سئل، واما احتمال ان يكون نظره إلى قوله تعالى: سيعلمون غدا من الكذاب الاشر (1): فليس بشئ فانه مربوط ببعض الامم السالفة ولا يناسب المقام فراجع.
وابعد منه احتمال ان يكون السؤال والجواب راجعا إلى تفسير اللغة بل هو مقطوع الخلاف ولا يناسب قوله: ما من احد (الخ).
وكرواية الحسن بن محبوب المروية عن اختصاص الشيخ المفيد (2) قال:” قلت لابي عبد الله عليه السلام يكون المؤمن بخيلا قال: نعم قلت: فيكون جبانا قال: نعم قلت: فيكون كذابا قال: لاثم قال: جبل المؤمن على كل طبيعة الا الخيانة والكذب وعن النبي صلى الله عليه وآله ” ان المؤمن ينطبع على كل شئ الا على الكذب والخيانة (3) و عن ابى عبد الله عليه السلام ” قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلث من كن فيه كان منافقا وان صام وصلى وزعم انه مسلم: من إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا وعد خلف (4) ” (الخ) وقريب منها روايات اخر، فتحصل مما ذكر ان الكذب في نفسه في غير بعض انواعه الذى دل الدليل على كونه كبيرة صغيرة.
نعم لا دلالة في رواية ابى خديجة (5) عن ابى عبد الله عليه السلام ” الكذب على الله و على رسوله من الكبائر ” على عدم غيره منها لان نكتة اختصاصهما بالذكر بعد اهمية الموضوع لعلها كثرة القالة على رسول الله، وتوهم انه في مقام التحديد كما ترى.
ثم ان ههنا كلاما آخر لابد من التعرض له تتميما للمرام وهو احتمال ان يكون الكذب من العناوين اللا اقتضائية حتى من حيث الحرمة بحسب حكم الشارع فيكون تحريمه باعتبار اللواحق، ولا بأس بالاشارة إلى حكم العقل في المقام ثم إلى حكم
(1) سورة القمر – الاية 26(2) و (3) و (4) المستدرك – كتاب الحج – الباب 120 – من ابواب احكام العشرة.
(5) الوسائل – كتاب الحج – الباب 139 – من ابواب احكام العشرة – ضعيفة.