پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص62

مصداق منه شر.

وترتبه على بعض مصاديقه لا يوجب جعل الحرمة على مصاديقه فضلا عن جعلها كبيرة، فلا يستقاد حرمة جميع مصاديقه أو كونه كبيرة من الرواية على هذا الاحتمال، وكذا لا يستفاد منها الحرمة لو كان المراد بيان ان الكذب شر من الخمر في الخاصة المترتبة عليها بالنسبة إلى كل شخص أي انه يوجب الدخول في المعاصي ويجعل النفس مائلة إلى الشهوات والمعاصي وان لم نعلم كيفيته، كما ورد: ان الكذب يهدى إلى الفجور (1) وورد ان الخبائث حطت في بيت ومفتاحه الكذب (2).

وتوهم ان الوجدانيات لا يمكن ان تخفى علينا (في غير محله) لان كثيرا ما تخفى علينا ملكاتنا الخبيثة وخصوصيات اميالنا، ولعل شرية الكذب من الشراب لكونه هاديا إلى الشرور بخلاف الخمر فانها رافعة للمانع، فعلى هذا الاحتمال ايضا لا تدل على حرمة الكذب والخمر، لان رافع مانع المحرمات والهادي إليها لا يلزم ان يكون محرما نفسا فضلا عن كونه كبيرة بل ولا محرما بالغير، لان مقدمة الحرام ليست بحرام.

وفيها احتمال آخر وهو ان الجملتين صدرتا على نحو من الادعاء والمبالغةأو ان الثانية كذلك.

بان يدعى ان الخمر رافعة لجميع الموانع عن الشرور، ويدعى ان الكذب شر منها، فحينئذ اما ان يدعى ان الكذب شر منها في تلك الخصوصية أي كونه مفتاحا للشرور أو يراد انه شر منها من جميع الجهات، فعلى الاول لا تدل على الحرمة فضلا عن كونه كبيرة، وعلى الثاني تدل على كونه كبيرة، لان المبالغة في شريته منها انما تصح إذا كان معصية عظيمة ومع كونه صغيرة لا تصح الادعاء ولا مصحح للمبالغة.

فإذا قيل: فلان اشجع من الاسد، أو فلان اجمل من الشمس والقمر: يكون ظاهرا في ان القائل في مقام تعظيم الكمال فيكون شجاعته وجماله بحد يصح ان

(1) الوسائل – كتاب الحج – الباب 140 – من ابواب احكام العشرة.

(2) المستدرك – كتاب الحج – الباب 120 – من ابواب احكام العشرة.