المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص59
ما يمكن ان يكون وجهاله.
ومنها موثقة محمد بن مسلم (1) عن ابى جعفر عليه السلام ” قال: ان الله تعالى جعل للشر اقفالا وجعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب، والكذب شر من الشراب “، و نحوها رواية اخرى (2) الا ان في ذيلها ” وشر من الشراب: الكذب “.
ويحتمل بعيداان يكون قوله: شر من الشراب غير مراد به التفضيل بل يكون من نشوية واراد به ان الكذب شرناش من الشراب أي من جملة الشرور المترتبة على الشراب الكذب كما تشهد به رواية محمد بن سنان (3) عن ابى الحسن الرضا عليه السلام ” قال: حرم الله الخمر لما فيها من الفساد ومن تغيير عقول شاربها وحملها اياهم على ابكار الله عزوجل والقرية عليه وعلى رسله وساير ما يكون منهم من الفساد والقتل والقذف والزنا ” (الخ) حيث جعل فيها الكذب علي الله وعلى رسوله وعلى المؤمنات ناشيا من الخمر وتؤيده الروايات الكثيرة القائلة بان الخمر رأس كل اثم ومفتاح كل شر (4).
ويؤيده ايضا ان قوله في الموثقة ان الله جعل للشر اقفالا، ويراد به مطلق الشر ومن البعيد ان يراد بذيله استثناء الكذب مع ان الشراب مفتاح الكذب ايضا، لكن معذلك كله ان ما ذكر خلاف المتفاهم العرفي.
ثم ان من المحتمل ان يكون المراد من الموثقة بيان امر تكويني أي بيان كيفية صدور الشرور من شاربها وان كان ذلك بنحو الاستعارة والادعاء بان ادعى ان طبيعة الشر في الانسان كأنها موجودة متمثل جعل الله تعالى اقفالا له لولاها لخرج معربدا مفسدا وذلك لان طبيعة الشهوة والغضب والشيطنة في الانسان مقتضية للفسادبنحو الاطلاق بلا قيد وشرط من ناحيتها ومقتضى قوة الشهوة الالتذاذ بكل ما يمكن باى طريق كان بلا قيد مطلقا وكذا مقتضى القوتين الآخرتين وانما حاجزها وعقالها
(1) و (2) الوسائل – كتاب الحج – الباب 138 – من ابواب احكام العشرة.
(3) الوسائل – كتاب الاطعمة والاشربة – الباب 15 – من ابواب الاشربة المحرمة.
(4) الوسائل – كتاب الاطعمة والاشربة – الباب 8 – من ابواب الاشربة المحرمة.