پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص45

ايضا بما دل على ان الهزل محرم، كمرسلة سيف بن عميرة (1) عن ابى جعفر عليه السلام ” قال: كان على بن الحسين عليه السلام يقول لولده: اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كل جد وهزل ” ورواية الاصبغ بن نباتة (2) ” قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: لا يجد عبد طعم الايمان،حتى يترك الكذب، هزله وجده ” بدعوى ان الهزل مقابل الجد، والجد اخبار حقيقة، والهزل ليس باخبار جدا، بل القاء الجملة الخبرية، لا بداعي الاخبار، بل بداعي المزاح والهزل، فلا يكون له واقع لا يطابقه.

ودعوى ان المراد من الكذب هزلا الاخبار عن الواقع بداعي الهزل: خلاف الظاهر، لان الاخبار الحقيقي جد، لاى غاية كان، فالهزل المقابل له هو مالا يكون اخبارا جدا، لا انه اخبار جدا لغاية الهزل، فاتضح منها ان ما يفيد فائدة الخبر كذب في عالم التشريع، وان لم يكن اخبارا عن الواقع هذا غاية ما يمكن الاستشهاد عليه لا لحاق غير الكذب به انشاء كان أو فعلا.

ويمكن المناقشة

في الاول، بان القاء الخصوصية

انما هو في موارد يفهم العرف ان الموضوع الملقي ليس موضوعا للحكم، وانما اتى به للمثالية، أو لجرى العادة، ونحو ذلك، كقوله: ” رجل شك بين الثلث والاربع ” (3) ; وقوله: ” اصاب ثوبي دم رعاف ” (4) أو ” رجل افطر يوما من شهر رمضان ” (5) ونظائرها مما يرى العرف ان الحكم للشك والدم والافطار، لا للرجل والثوب، واما إذا كان الحكم متعلقا بموضوع واريد اسرائه منه إلى موضوع آخر بوجوه ظنية كما نحن فيه، حيث تعلق الحكمعلى الكذب، ولا يفهم العرف منه غيره، لكن اريد اسرائه منه إلى ما يفيد فائدته،

(1) الوسائل – كتاب الحج – الباب 140 – من ابواب احكام العشرة.

(2) الوسائل – كتاب الحج – الباب 140 – من ابواب احكام العشرة – حسنة بقاسم بن عروة.

(3) الوسائل – كتاب الصلوة – الباب 10 – من ابواب الخلل الواقع في الصلوة.

(4) الوسائل – كتاب الطهارة – الباب 42 – من ابواب النجاسات.

(5) الوسائل – كتاب الصوم – الباب 8 – من ابواب ما يمسك عنه الصائم.