المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص38
كون المرأة خلية فلا تتصف لاجله بهما، واما قضية جواز مدح من يستحق الذم أو العكس فهى امر آخر.
ثم ” ان التحقيق ” ان الميزان في صدق المتكلم وكذبه استعمال الجملة الاخبارية في معنى موافق أو مخالف للواقع فمع عدم الاستعمال
فيه أو الاستعمال في معنى مخالف لظاهر
الكلام المخالف للواقع لم يكن كاذبا إذا كان المعنى المراد موافقا للواقع، فالمتلفظ بالفاظ مهملة لا يكون كاذبا إذا لم يستعملها في معنى، وكذا المتلفظ بالفاظ لا يعلم اللافظ انها موضوعة أو مهملة أو لا يعلم مضمون الجملة مطلقا اولا يعلم انها انشائية أو اخبارية، كل ذلك بشرط عدم الاستعمال في خصوص معنى مخالف للواقع ولو غلطا وعلى خلاف قانون الوضع.
ولو علم ان لها معنى كاذبا اجمالا من غير العلم بخصوص المعنى ولو اجمالا، فلا يبعد عدم الاتصاف به، ويحتمل الاتصاف إذا القى الكلام لافادة المعنى الواقعي،ولو علم ان مضمونها اما هذا أو ذاك وكان احدهما موافقا والآخر مخالفا، فان القى الكلام بلا استعمال في المعنى الكاذب أو في المعنى الواقعي لا يكون كاذبا، والا فعلى الاول كاذب وعلى الثاني لو صادف المخالفة لا يبعد ان يكون كاذبا.
ولو علم ان الجملة موضوعة لخصوص معنى غير موافق للواقع لكن لا يعرف معنى الفاظها بان لا يعلم ان في قوله: رأيت اسدا أي لفظ بمعنى الحيوان المفترس و ان علم ان مضمون الجملة مفيد لرؤيته، فحينئذ ان استعمل مجموع الجملة في المعنى: يكون كاذبا مع عدم الموافقة، وان لم يكن استعماله على قانون الوضع وكان غلطا نظير ان يستعمل الاسد في رجل بلا نصب قرينة وقال: رأيت اسدا واراد زيدا وكان مخالفا للواقع: فانه كاذب بلحاظ هذا الاستعمال وان كان صادقا بحسب ظاهر لفظه بان رأى اسدا وبالجملة الميزان في الكذب والصدق مخالفة المعنى المستعمل فيه وموافقته للواقع، لا صحة الاستعمال.
هذا ان استعمل مجموع الجملة في المعنى بلا لحاظ استعمال المفردات، واما ان لاحظ استعمالها، فان استعمل خصوص بعض الالفاظ في خصوص بعض المعاني و