المکاسب المحرمة , الاول-ج2-ص6
ومولاى ان يخبرني عن قول الله عزوجل يسئلونك عن الخمر والميسر الاية جعلت فداك، فكتب كل ما قومر به فهو الميسر “.
وفى عدة روايات عد النرد والشطرنج من الميسر (1) والحمل على اللعب بها خلاف الظاهر فحمل الرجس وعمل الشيطان في الاية المتقدمة على المذكورات باعتبار ذاتها، إذ كما يصح ان يقال: ان الخمر رجس خبيث يصح ان يقال: ان الشطرنج كذلك كما تشعر به الامر ولوند بالغسل يد المقلب له، وكونها من عمل الشيطان باعتبار انها مصنوعة بيد الانسان باغرائه ووسوسته فيصح ان يقال ان ذات الخمر والآلات الحاصلة باغرائه من عمله ولو بقرينية الروايات المتقدمة.
وتدل عليه رواية ابى الجارود (2) عن ابى جعفر (ع) فانه بعد بيان معنى المذكورات قال: ” كل هذا بيعه وشرائه ” والانتفاع بشئ من هذا حرام من الله محرم وهو رجس من عمل الشيطان “.
فان الظاهر منها ان نفس المذكورات التى لا يجوز بيعها رجس من عمل الشيطان،فعليه يكون الامر بالاجتناب عن الآلات ذواتها مقتض لحرمة الانتفاع بها انتفاعا مقصوه ا متعارفا، ولا شبهة في ان اللعب بها للتفريح والمغالبة من الانتفاعات المقصودة المتداولة، سيما لدى الامراء وخلفاء الجور، وليس الامر بالاجتناب مخصوصا باللعب برهان، بل اعم منه سيما مع كيفية تعبير الاية الكريمة بانه رجس من عمل الشيطان.
نعم ورد في بعض الروايات تفسير الميسر بالقمار، كرواية الوشاء (3) عن ابى الحسن عليه السلام قال سمعته يقول ” الميسر هو القمار ” وعن تفسير العياشي نحوها (4) وفى
(1) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 35 – 102 – 104 – من ابواب ما يكتسب به.
(2) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 102 – من ابواب ما يكتسب به – ضعيفة بابى الجارود.
(3) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 35 – من ابواب ما يكتسب به – صحيحة على الظاهر – في سندها سهل والامر فيه سهل (4) الوسائل – كتاب التجارة – الباب 104 – من ابواب ما يكتسب به – مرسلة