پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص306

وانت خبير بان هذا النقل لا يصلح لاثبات حجية اصالة الصحة لعدم ثبوت اجماع أو شهرة به وقد عرفت حال بناء العقلاء والسيرة مع ان حجية هذا النحو من المثبتاتكأنها مقطوعة الفساد، وهذا نظير اثبات دخول الوقت باصالة الصحة إذا شك في صحة صلوته لاجل الشك في دخوله.

نعم استدل المحقق المذكور في مورد آخر على وجوب حمل فعل المسلم على السائغ بقوله تعالى في قضية الافك: ولو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا فك مبين (1) قال رحمه الله: والضمير في سمعتموه راجع إلى ما عبر عنه بما ليس لكم به علم في الآية اللاحقة دل بمقتضى كلمة لولا الدالة على التنديم والتوبيخ على ان المسألة التى تنسب إلى الغير مما ليس للمخاطب به علم يجب الحكم بكونه افكا وكذبا، وفيه دلالة على كون اصالة الصحة في فعل المسلم من باب الظن النوعى وبقوله: فإذ لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون (2) دل على ان المدعين محكومون بالكذب ما لم يعلم صدقهم باقامة الشهود وبقوله: لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم (3) والضمير في إذ سمعتموه ايضا راجع إلى المرجع في الآية السابقة فيقتضى الحكم بكون ما ليس للانسان به علم مما ينسب إلى غيره بهتانا (انتهى).

وانت خبير بان الآيات الشريفة غير مربوطة بحمل فعل المسلم على الصحة بناءعلى ما هو المعروف: من انها واردة في عايشة، فان مورد اصالة الصحة ما إذا وقع فعل من فاعل ولم يعلم انه وقع على وجه الصحيح أو الفاسد، وفى المقام لم يقع فعل مردد بينهما بل كان الانتساب افكا وكذبا وكان السامع شاكا في صدور الفعل منها لا في صحة فعلها بعد صدوره، فالتعيير والتوبيخ انما هو على انتساب فاحشة إلى الغير بلا علم بل لعل مجرد انتساب قبيح إلى الغير بلا علم داخل في الافتراء والافك أو ملحق به.

(1) سورة النور الاية 12.

(2) سورة النور الاية 13.

(3) سورة النور الاية 16.