المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص299
يتوقف على السامع، وهو شريكه في الاثم، وليس حال السامع حال المضروب المتوقف تحقق الضرب عليه، بل هو دخيل في كشف ستر المؤمن وهتكه، وهو احد المغتابين بهذا الاعتبار، وعليه لا يكون في مقام بيان التنزيل حتى نتمسك باطلاقه على كونه من الكبائر الا ان يقال: يكفى كونه في مقام بيان كونه شريكا فيتمسك باطلاق الشركة في الاثم على المطلوب الا ان يناقش: بانه ليس في مقام بيان الشركة في الاثم ايضا، بل بصدد بيان سر كونه مأثوما، بانه باستماعه مأثوم والمغتاب بكلامه، فهو في مقام بيان اصل المأثومية مقابل عدم الاثم.
وهذا الاحتمال غير بعيد عن ظاهر اللفظ والاعتبار، فتحصل مما ذكر عدم ظهور الرواية في التنزيل المطلق، حتى يستفاد منها كون الاستماع من الكبائر،هذا مضافا إلى ورود اشكال آخر، وهو ان عمدة ما دلت علي كون الغيبة كبيرة مرسلة ابن ابى عمير المتقدمة، وقد عرفت ان الاظهر فيها تنزيل المغتاب منزلة الذين يحبون ان تشيع الفاحشة، ومقتضى التنزيل المذكور انها كبيرة.
وعليه يمكن ان يناقش في دلالة ما يدل على تنزيل المستمع منزلة المغتاب على كون الاستماع معصية كبيرة، بان يقال: ان التنزيل في لسان رسول الله صلى الله عليه وآله بان المستمع احد المغتابين يصح مع اشتراك المستمع للمغتاب في احكام حال التنزيل ومقتضى اطلاقه اشتراكهما في جميع الاحكام في حال الدعوى والتنزيل، وهو لا يقتضى اشتراكهما في الاحكام النازلة المتعلقة بالمغتاب بعد التنزيل والدعوى، فان صحة الدعوى واطلاق التنزيل لا تقتضيان ازيد من ثبوت جميع الاحكام حال التنزيل، ومن المتحمل ان يكون تنزيل المغتاب منزلة الذين يحبون ان تشيع الفاحشة، واثبات حكم حب شياعها عليه بعد تنزيل المستمع منزلة المغتاب، الا ان يقال: ان الغيبة لو كانت كبيرة كانت كذلك من اول الامر، ولا يمكن انفكاك الكبيرة عن اصل المعصية، لكنه غير ثابت لان الاحكام مجعولة وضعا وتكليفا، ويمكن ان تكون الغيبة ذات مفسدة ضعيفة في اول البعثة، فجعلت محرمة، ثم حدثتفيها مفاسد اخرى شديدة، كالمفاسد الاجتماعية، فجعلت كبيرة واوعد عليها النار