پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص271

بيان ان المستور كذلك مطلقا، وبعبارة اخرى انها بصدد بيان حكم آخر وهو ان ما ستره الله غيبة لا ما هو امر ظاهر واما ان ما ستره الله مطلقا أو بقيد يكون كذلك فليست في مقام بيانه.

وان شئت قلت: انها ليست بصدد بيان ادخال ما ليس بغيبة عرفا ولغة فيها تعبدا بل بصدد بيان اخراج قسم منها عنها فلا اطلاق لها في الجهة المنظورة، و اما ما عن النبي صلى الله عليه وآله: انها ذكرك اخاك بما يكره (1) فالظاهر منه بناء على البناء للمجهول ان الغيبة ذكر السوء، والمتفاهم منه عرفا هو تعييب الغير كما هو المتفاهم من قوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء (2) وعلى البناء للمعلوم منصرف إلى التعييب والانتقاص، لان ذكره على غير جهته كذكره عند الطبيب ونحوه لا يكون مما يكرهه، ولو فرض نادرا كراهته فالرواية منصرفة عنه، والانصاف ان اعتبار هذا القيد آية ورواية وعرفا مما لا ينبغى ان ينكر.

ثم ان الظاهر انصراف الادلة وكلمات الاصحاب واللغويين عن الذكر عندنفسه بلا مخاطب أو سامع.

ودعوى اطلاقها بتقريب ان قوله في تفسير الغيبة: ذكرك اخاك بما يكره وقوله: إذا ذكرته بما فيه فقدا غتبته ونحوهما من قبيل قوله: ذكر الله حسن فكما لا يعتبر في ذكر الله ان يكون عند مخاطب كذلك في المقام، (ودعوى) ان نكتة حرمة الغيبة هي الفساد المترتب عليها من كشف ستر المؤمن وحصول العداوة بين الاحبة ونحوهما: غير ثابتة لامكان النهى عنها مضافا إلى ذلك لحفظ لسان المغتاب بالكسر وعدم اعتياده بالفحش والتعييب وتنزيه نفسه عن التفكه باعراض الناس، فلا مانع من اطلاقها.

( ممنوعة ) ضرورة ان المتفاهم من جميع الادلة بل وكلمات القوم هو الذكر عند الغير والقياس بذكر الله الذى بين العبد وخالقه مع الفارق ما لا يخفى، والانصاف

(1) راجع سنن البيهقى ج 10 – ص 247 – مكارم الاخلاق – ص 263 (2) سورة النساء – الاية 147 –