پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص255

له البهتان، فالمقسم غيبة، والقسم كذلك، فالغيبة على ما هو ظاهر كلامه وكلام من عبر بمثله لها معنى عام مشترك بين البهتان والغيبة بالمعنى الخاص فيرجع كلامهم إلى كلام صاحب المصباح الذى كالصريح في ذلك بل يمكن الاستظهار من كلام الجماعة ان هذا التقسيم للغيبة امر حادث اصطلاحي فلو نوقش في الظهور فلا اقل من الاحتمال القريب وما ذكرناه محتمل القاموس ايضا حيث كان من دأبه ذكر المعاني المتعددة لشئ متعاقبا فقوله: غابه عابه وذكره بما فيه، لا يبعد ان يكون من قبيل تعداد المعاني لا العطف التفسيرى نعم ظاهر المنجد ان العطف تفسيرى لعدم جعل علامة التعداد بينهما، وما ذكرناه هو الظاهر من شأن نزول لا يغتب بعضكم بعضا (الخ) على ما في مجمع البيان (1) قال: وقوله: لا يغتب بعضكم بعضا نزل في رجلين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اغتابا رفيقهما وهو سلمان واسامة بعثاه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليأتي لهما بطعام، فبعثه إلى اسامة بن زيد خازن رسول الله صلى الله عليه وآله على رحله فقال: ما عندي شئ، فعاد اليهما فقالا: بخل اسامة وقالا لسلمان: لو بعثناه إلى بئر سميحة لغارمائها ثم انطلقا يتجسسان عند اسامة ما امر لهما به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهما: مالى ارى خضرة اللحم في افواهكما قالا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما تناولنا يومنا هذا لحما قال: ظللتم تأكلون لحم سلمان و اسامة فنزلت الآية (انتهى) ومعلوم ان سلمان واسامة لم يكونا على ما وصفاهما، فقد نزلت الآية حسب هذا النقل في مورد التهمة.

وظاهر الطبرسي الجزم بكون النزول لذلك، ولا يخلو هذا النحو من الارسال من مثله من نحو اعتبار، وهو مقتضى اطلاق صحيحة هشام (2) ومرسلة ابن ابى عمير (3) عن ابى عبد الله عليه السلام من قال في مؤمن: ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من الذين قال الله (الخ) فان اطلاق ما سمعته اذناه يشمل غير الموافق للواقع، كما ان الآية الكريمة واردة في قضية الافك ومربوطة بها، فراجع الكتاب العزيز وان كان اطلاقها يشملالبهت وغيره، وهو الظاهر من بعض الروايات، مثل ما عن المجالس بسنده (4) عن

(1) في تفسير قوله تعالى (لا يغتب بعضكم بعضا الخ) سورة الحجرات – الاية 12.

(2) و (3) و (4) الوسائل – كتاب الحج – الباب 152 – من ابواب احكام العشرة – الثالثة ضعيفة بعلقمة بن محمد.