المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص250
وذكرنا الوجه في الاخبار الكثيرة الدالة على انهم كفار أو مشركون، بل لقصور ادلة حرمة الغيبة عن اثباتها بالنسبة إليهم، اما مثل الآيتين المتقدمتين فلان الحكم فيهما معلق على المؤمنين والخطاب متوجه إليهم.
وتوهم ان اختلاف الايمان والاسلام اصطلاح حادث في عصر الائمة عليهم السلام دون زمان نزول الآية الكريمة: فاسد جدا.
اما اولا فلان الائمة لا يقولون بما لا يقول به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله كما هو من اصول المذهب، وتدل عليه الروايات فلا يكون الايمان عند الله ورسوله صلى الله عليه وآله غير ما عند الائمة (ع).
واما ثانيا فلان الايمان كان قبل نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام للولاية عبارة عن التصديق بالله ورسوله، ولم يكن قبل نصبه أو قبل وفاته على احتمال مورد التكليف الناس ومن الاركان المتوقف على الاعتقاد بها الايمان، لعدم الموضوع له، واما بعد نصبه أو بعد وفاته صلى الله عليه وآله صارت الولاية والامامة من اركانه، فقوله تعالى: انما المؤمنون اخوة (1) هو جعل الاخوة بين المؤمنين الواقعيين غاية الامر ان في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله كان غير المنافق مؤمنا واقعا لايمانه بالله ورسوله صلى الله عليه وآله، وبعد ذلك كان المؤمن الواقعي من قبل الولاية وصدقها ايضا، فيكون خطاب يا ايها المؤمنون متوجها إلى المؤمنين الواقعيين وان اختلفت اركانه بحسب الازمان، من غير ان يكون الخطاب من اول الامر متوجها إلى الشيعة حتى يستبعد، سيما إذا كان المراد بالمؤمن الشيعة الامامية الاثنى عشرية.
واما الاخبار فما اشتملت على المؤمن فكذلك، وما اشتملت علىالاخ لا تشملهم ايضا لعدم الاخوة بيننا وبينهم بعد وجوب البرائة عنهم وعن مذهبهم وعن ائمتهم، كما تدل عليه الاخبار واقتضته اصول المذهب، وما اشتملت على المسلم فالغالب منها مشتمل على ما يوجبه ظاهرا في المؤمن، كرواية سليمان بن
(1) سورة الحجرات – الاية – 10