المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص241
ولا ريب في ان الظاهر من الآية الاولى المستشهد بها في الرواية: انه تعالى لم يخلق شيئا لعبا بل لغاية بما يليق بذاته المقدسة.
ومن الثانية انه تعالى لم يتخذ اللهو، وقد فسر بالمرأة والولد والصاحب، و لو يراد اعم منها يكون المعنى انه لم يتخذ مطلق اللهو، وبمناسبة السابقة انه تعالى غير لاه كما انه غير لاعب.
ومن الثالثة انه تعالى مضافا إلى تنزهه عما ذكر يجعل الحق غالبا وقاهرا على الباطل باقامة البينة عليه كما فسرت بها، ومن يكون كذلك لا يكون لاهيا،وهو وجه المناسبة بينهما.
وفى تفسير البرهان عن يونس بن عبد الرحمن رفعه (1) قال: قال أبو عبد الله (ع): ليس من باطل يقوم بازاء الحق الاغلب الحق الباطل وذلك قوله تعالى: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
ولا يبعد ان تكون الرواية غير مرفوعة، لان يونس لاقى ابا عبد الله عليه السلام وان قال النجاشي: ان لم يرو عنه وان لاقاه، لكن مع ورود ما هو ظاهر في روايته عنه (ع) لا حجة على كونها مرفوعة، ولعل النجاشي لم يطلع على روايته عنه لندرتها، كما ان ظاهر النجاشي انه رأى ابا عبد الله عليه السلام مرة واحدة بين الصفا والمروة مع انه في رواية العبيدي (2) سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول: رأيت ابا عبد الله عليه السلام يصلى في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكننى ان اسأله عن شئ، ولا دلالة فيها ايضا انه لم يرو عنه مطلقا، ونعم مستند النجاشي على عدم روايته قول البرقى في الرواية المتقدمة: رفعه.
وفي تفسير البرهان عن ايوب بن الحر (3) قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا ايوب ما من احد الا وقد يرد عليه الحق حتى يصدع قلبه، قبله ام تركه، وذلك قول
(1) في تفسير قوله تعالى (بل نقذف بالحق الخ) سورة الانبياء الاية 18 -(2) راجع – ج 3 – تنقيح المقال للمامقاني – في ترجمة يونس بن عبد الرحمن مولى على بن يقطين.
(3) في تفسير قوله تعالى (بل نقذف بالحق الخ) سورة الانبياء الاية 18 –