پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص227

ومنها يظهر المراد

في روايات مستفيضة دالة على استحباب قرائة القرآن بصوت حسن،

فعن رسول الله صلى الله عليه وآله (1) حسنوا القرآن باصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا، وفى موثقة (2) ابى بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إذا قرأت القرآن فرفعت صوتي جائنى الشيطان فقال: انما ترائى بهذا اهلك والناس فقال: يا ابا محمد اقرء قرائة بين القرائتين تسمع اهلك ورجع بالقرآن صوتك فان اللهعزوجل يحب الصوت الحسن يرجع ترجيعا، وما حكى عن بعض الائمة من قرائته بصوت حسن، كما عن على بن الحسين (3) انه احسن الناس صوتا بالقرآن وكان السقائون يمرون فيقفون ببابه يستمعون قرائته فان المراد بالصوت الحسن مقابل اتخاذ القرآن مزامير والترجيع به ترجيع الغناء والتغنى به كما في الروايات المتقدمة وليس المراد بالصوت فيها ما هو المصطلح لارباب السماع والموسيقى بل المراد ما هو المتفاهم منه عرفا وما هو معناه لغة، ولهذا وصفه بالحسن ولا ملازمة بين الصوت الحسن والغناء وان لم يتصف الصوت بالحسن الا بتناسب بين قرعاته لكن ليس كل صوت متناسب قرعاته غناء.

ضرورة ان الالحان العربية متناسبة القرعات ومعذلك لا تكون غناء كما جعلت مقابله في الرواية المتقدمة ويشهد به الوجدان.

والمراد بالترجيع في موثقة ابى بصير ليس ترجيع الغناء كما تفسره الرواية المتقدمة، ولو حمل على ترجيع الغناء صارت معارضة لجميع الروايات الدالة على تحريم الغناء بل يصير مضمونها مخالفا للاجماع والضرورة، فان الظاهر من التعليل ان الصوت الحسن الذى يرجع به ترجيعا محبوب عند الله فلو كان المراد به الغناء لزم منه ان يكون الغناء كذلك وهو كما ترى، وحملها على الغناء في القرآنبتقييدها بالادلة المتقدمة: غير وجيه، لانه مضافا إلى منافاته للتعليل الظاهر في القاء الكبرى الكلية مستلزم للتقييد الكثير المستهجن، وان قلنا بجوازه في العرائس

(1) و (2) و (3) الوسائل – كتاب الصلوة – الباب 24 – من ابواب قرائة القرآن – الاولى مهملة بحسن بن عبد الله وابيه والثالثة مرسلة.