پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص207

احادیث درباره غنا

في قول الزور.

نعم هنا كلام آخر وهو ان الظاهر من الآية ان لهو الحديث قسمان والمحرممنه هو ما يشترى وتكون الغاية به اضلال الناس عن سبيل الله، وغاية ما تدل الروايات هو كون الغناء داخلا فيها، ومقتضاه ان يكون الغناء قسمين محرم هو ما يوجب الاضلال ومحلل هو غيره، ويمكن ان يقال: ان المراد بالاضلال عن سبيل الله ليس خصوص الاضلال عن العقايد بل جميع الواجبات فعلا والمحرمات تركا من سبل الله وكل شئ يوجب ترك واجب أو فعل محرم يكون صادا عن سبيل الله ومضلا عنه، فلو تعلم احد احاديث لهوية ليحدثها على قوم يوجب تحديثها، ولو اقتضاء ترك معروف أو فعل منكر يصدق عليه انه اشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله فحينئذ نقول: لولا الروايات المفسرة كان ظاهر الاية حرمة اشتراء لهو الحديث أي الاخبار الموجبة بمدلولها لالهاء الناس واضلالهم عن سبيل الله، كما ورد في سبب نزولها، ان النضر بن الحرث (1) كان يرخج إلى فارس فيشترى اخبار الاعاجم ويحدث قريشا وينصرفهم عن استماع القرآن، فلم تكن شاملة للغناء الذى هو من كيفيات الصوت ولا دخل له بمدلول الحديث ومضمونه، لكن بعد تفسيرها به وقلنا بدخوله فيها بالتقريب المتقدم في الاية المتقدمة: يصدق على من تعلم الغناء للتغني انه اشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله، اما لانه بنفسه حرام وبايجاد يخرج المغنى والسامع عن سبيل الله، واما لانه بذاته مع تجريده عن معاني الالفاظ ومع سماعه و عدم فهم المعنى مما يترتب عليه ولو اقتضاء الصد عن سبيل الله والغفلة عن ذكر الله، وربما ينجربه إلى فعل الكبائر وترك الواجبات كما عن النبي صلى الله عليه وآله الغناء رقية الزنا (2) ومع العلم بان ذلك من مقتضيات ذات الغناء وتعلمه للتغني: يصدق انه تعلم للاضلال

(1) في تفسير مجمع البيان والكشاف وابو السعود نضر بن حرث وفي تفسير البرهان والمنهج والمقتنيات نضر بن حارث راجع المصادر المذكورة في تفسير قوله تعالى (ومن الناس من يشترى الخ) سورة لقمان الاية 5.

(2) المستدرك – كتاب التجارة – الباب 78 – من ابواب ما يكتسب به.