المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص202
يكون بغناه موجبا له الا ان يقال: ان الطرب الحاصل من الغناء غير الفرح الحاصل من الصوت المذكور سنخا كما لا يبعد، وكيف كان ليس صوت مثل القرشى غناء سواء حصل منه الطرب ام لا، واما دعواه بان مرجع جميع التعاريف إلى ما ذكره ففيهاما لا يخفى بل يمكن ان يقال: ان ما ذكره غير موافق لواحد منها.
نعم الظاهر ان المراد بالسماع أو الصوت هو الاصطلاحي منهما لكنهما ليسا تعريفا حيقية كما لا يخفى، ورجوعهما إلى تعريفه محل اشكال يظهر مما ذكرناه و نذكره، كما ان التوجيه الذى ارتكبه لكلام الشيخ الانصاري أي قوله: ما كان مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص فالظاهر بل المعلوم غير وجيه، لعدم كون مراده من هذا الكلام هو بيان تناسب النسب الموسيقية والايقاعية.
فالاولى تعريف الغناء بانه صوت الانسان الذى له رقة وحسن ذاتي ولو في الجملة وله شأنية ايجاد الطرب بتناسبه لمتعارف الناس، فخرج بقيد الرقة والحسن صوت الابح الردى الصوت، وانما قلنا له شأنية الاطراب، لعدم اعتبار الفعلية بلا شبهة، فان حصول الطرب تدريجي قد لا يحصل بشعر وشعرين فتلك الماهية ولو بتكرار افرادها لها شأنية الاطراب وهذ ا بوجه نظير ما ورد في المسكر بان ما كان كثيره مسكرا فقليله حرام فان الحكم تعلق بالطبيعة التى من شأنها الاسكار ولا ينافى عدم مسكرية قليلها، وماهية الغناء كذلك فلا ينافي عدم مطربية بعض مصاديقه فعلا، وقيد التناسب، لاجل ان الصوت الرقيق الرخيم ان لم يكن فيه التناسب الموسيقىلا يكون مطربا ولا غناء بل لا يتصف بالحسن حقيقة، فالمد الطويل لا يكون غناء و لا مطربا ولو كان في كمال الرقة والرخامة، ولو قيل انه حسن يراد به رقته ورخامته وصفائه الذاتي، والتقييد بشأنية الطرب لمعرفية التناسب الخاص أي التناسب الذى من واحد من الالحان الموسيقية، فهو في الحقيقة من باب زيادة الحد على المحدود.
وبما ذكرناه تظهر الخدشة في الحد المنتسب إلى المشهور وهو مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب، فان الغناء لا يتقوم بالمد ولا الترجيع، ففى كثير من اقسامه