المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص201
نعم في المنجد.
طرب اهتز واضطرب فرحا أو حزنا، ولعل مراده الاهتزاز والاضطراب في الروح كما عن الغزالي تفسيره بالصوت المزون المفهم المحرك للقلب واراد بالاول الخفة الحاصلة من السرور، وبالثانى الخفة الحاصلة من الحزن فيوافق غيره.
ويرد عليه ايضا ان الظاهر منه في مقدمته وتحديده ان السبب الوحيد للحسن في المركبات هو التناسب وان الصوت بتناسبه موجب للطرب اوله شأنيته، مع انه مضافا إلى منافاته لما قال: ان من الغناء الصوت المتناسب وان كان من ابح ردى الصوت ولم يطرب بل اوجب عكس الطرب ثم تمثل بقول الشاعر: فان صريح كلامه في الحد ان الغناء هو ما يكون مطربا، وصريحه ههنا ان من الغناء ما لم يطرب بل اوجب العكس، (وتوهم) ان المراد بالثاني عدم حصوله بالفعل وان كان له شأنيته (فاسد) لان صوت ابح ردى الصوت لا شأنية له لايجاد الطرب بالحد المذكور غالبا بل دائما، واما صيرورته احيانا موجبا للاضحوكة والفرح فلا يوجب ان يكون مطربا كالغناء، لان الطرب هو الخفة والحال الخاص الذى يحصل بالتغنى لا مطلق الفرح، مضافا إلى انه لا يعتبر في الغناء مطلقا فعلية الطرب وعلى التوهمالمتقدم يلزم اعتبار الفعلية في نوع منه: ان كون السبب الوحيد في المركبات هو التناسب ممنوع، ففى المقام لو لم يكن للصوت رقة ورخامة ولطف وصفاء ولو في الجملة لا يصير بالتناسب حسنا كصوت القرشى المنكر الذى يدعو الله السامع بالطرش.
وبالجملة الصوت المنكر الردى لا يكون غناء عرفا وان كان صائته من مهرة الفن واوجده بكمال التناسب، والظاهر ان تسمية القائل صوت القرشى غناء من باب التهكم والاستهزاء كتسمية البخيل بحاتم والجبان بالاسد، بل لو كان صوت من ابح ردى الصوت مع تناسب يعلم به بعض المطربين والمهرة ويكون موجبا للطرب والخفة: لا يكون غناء فان بعض المطربين على ما حكى يكون بكيفية صوته مع ردائته موجبا لتفريح الحضار وحصول للخفة لهم بالحد الذى ذكرا اكثر من المغنى الذى