پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص200

محرم ايضا كالغناء الحسن لعموم الادلة، الا ان يدعى انصرافها إلى ما اوجب الطرف الفعلى ولقد احسن الشيخ قدس سره في قوله: ما كان مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص وكانه تحاول ما ذكرناه، فان النسب الموسيقية تنطبق على النسب الايقاعية و لذلك يطابق اهل اللهو بينهما، وقد اعترض استاد الصناعة على الرشيد بان مغنيك يغنى بالثقيل وعوادك يضرب بالخفيف، فالصوت الخالى عن النسبة لا يكون غناء وان اوجب الطرب وقصد به اللهو، كما ان مجرد تحريك اولاتار لا يقال له ضرب ولايكون محرما، وكذلك مجرد تحريك الاعضاء لا يكون رقصا ما لم يكن على النسب المعينة (انتهى ملخصا).

وانما نقلناه بتفصيل اداء لبعض حقوقه ولاشتماله على تحقيق وفوائد، والانصاف ان ما ذكره وحققه احسن ما قيل في الباب واقرب باصابة الواقع وان كان في بعض ما افاده مجال المناقشة، كانتهائه حد الاطراب بما يكاد ان يزيل بالعقل،وان العلة في الغناء عين العلة في المسكر، وذلك لعدم الشاهد عليه في العرف واللغة، لصدق الغناء على ما لم يبلغ الاطراف ذلك الحد ولم يكن من شأنه ذلك ايضا، فان للغناء اقساما كثيرة ومراتب كثيرة غاية الكثرة في الحسن والاطراب، فربما بلغ فيه غايته كما لو كان الصوت بذاته في كمال الرقة والرخامة وكان الصائت ماهرا في البحور الموسيقية وكان البحر مناسبا له كالبحر الخفيف مثلا فحينئذ لا يبعد ان يكون مزيلا للعقل ومهيجا للحليم وموجبا لصدور اعمال من الشريف الحكيم ما لا يصدر من الانذال والارذال، وان كانت القضايا المحكية عن بعض اهل الكبائر كبعض خلفاء الامويين والعباسيين لم يثبت كونها لمحض الغناء فان مجالس تغنيهم كانت مشحونة بانواع الملاهي والمعاصي كشرب الخمور و انواع آلات اللهو والترقص وغيرها حتى القضية المعروفة من وليد لعنه الله مع مغنيه لم يحرز كونها للغناء محضا، وربما لا يكون بتلك المرتبة كما لعله كذلك غالبا، وكلمات اللغويين ايضا لا يساعده، لعدم تقييد مهرة الفن بحصول تلك المرتبة بل هم بين من فسره بخفة تعترى الانسان لشدة حزن أو سرور أو خفة لسرور أو حزن.