پایگاه تخصصی فقه هنر

المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص198

المثل للعمل بلا شبهة، فلو منع مانع عبد غيره من عمل الصورة المجسمة لا يكون ضامنا، فلا يكون ذلك العمل مالا لدى الشارع فلا يجوز اخذ الاجر عليه ويكون الاخذا كلا للمال بالباطل كما تقدم تقريره فراجع المسألة الثانية في الغناء فقد اختلف الكلمات في ماهيته وحكمه، ففسر بالسماع، وبالصوت، وبالصوت المطرب، وبالصوت المشتمل على الترجيع، أو هومع الاطراب، وبالترجيع، وبالتطريب، وبه مع الترجيع، وبرفع الصوت مع الترجيع، وبمده، وبمده مع الترجيع والتطريب، أو احدهما، وبتحسين الصوت، وبحسنه ذاتا، وبمده وموالاته، وبالصوت الموزون المفهم المحرك للقلب، وبمد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب، أو ما يسمى في العرف غناء وان لم يطرب، وبالصوت اللهوى، وبالحان اهل المعاصي والكبائر، وبما كان مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص، وبالصوت المعد لمجالس اللهو، وبالصوت المثير لشهوة النكاح إلى غيرذلك، وعن المشهور انه مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب.

وقد تصدى العلم الفقيه الشيخ محمد رضا آل الشيخ العلامة الشيخ محمد تقى رحمهما الله لتفسيره في رسالة لطيفة مستقلة (1) فقال: الغناء صوت الانسان الذى من شأنه ايجاد الطرب بتناسبه لمتعارف الناس، والطرب هو الخفة التى تعترى الانسان فتكاد ان تذهب بالعقل وتفعل فعل المسكر لمتعارف الناس ايضا.

ثم تصدى لتشييده بذكر مقدمة حاصلها، ان الغناء من اظهر مظاهر الحسن ولاجله يطلبه من يطلبه فلابد لبيان ناموس الحسن فاقول: الحسن وان كان مما تحير فيه العقول ويدرك ولا يوصف ولكنه في المركبات لا يخرج عن حد التناسب،فاينما وجد فالتناسب سببه، فالخط الحسن ما تناسب واواته وميماته، والشعر الحسن ما تناسب الفاظه ومعانيه، ولا يوصف الحيوان بالحسن الا إذا تناسبت اعضائه، ولايقال للوجه انه جميل الا إذا تناسبت اجزائه وهكذا، والصوت بين مظاهر الحسن من اكثرها قبولا للتناسب فإذا كان الصوت متناسبا بمه، وزيره، وبزاته،

(1) هذه الرسالة غير مطبوعة.