المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص180
ففى رواية عن ابى عبد الله عليه السلام (1) ان الله خلق العقل وهو أو خلق من الروحانيين قال المحدث المجلسي: يطلق الروحانى على الاجسام اللطيفة وعلى الجواهر المجردة ان قيل بها، قال في النهاية في الحديث الملائكة الروحانيون يروى بضم الراء وفتحها كانه نسب إلى الروح والروح نسيم الريح والالف والنون من زيادات النسب ويراد به اجسام لطيفة لا تدركه البصر (انتهى) وفى المجمع نحو ما عن النهاية، وعن الجوهرى زعم أبو الخطاب انه سمع من العرب من يقول في النسبةإلى الملائكة والجن بضم الراء والجمع روحانيون وزعم أبو عبيدة ان العرب تقوله لكل شئ فيه الروح (انتهى) وكيف كان فالمتفاهم منه ولو انصرافا غير الحيوانات بل والانسان، وانما يطلق على علماء الشرايع بدعوى غلبة الجهات الروحية فيهم كأنهم ليسوا من عالم الاجسام، فعليه تدل الرواية على حرمة تصوير الروحانيين الغائبين عن الحواس مطلقا.
لكن يمكن المناقشة فيه بعد الغض عن سندها واغتشاش متنها، بان الظاهر من مجموعها صدرا وذيلا في تفسير الصناعات: ان المراد بمثل الروحانى مثل هياكل العبادة، لان المذكور في جميع فقرا ت الرواية من ملاك الحلية والحرمة: هو كون الشئ صلاحا للعباد، أو كان فيه وجه من وجوه الصلاح، أو كون الشئ فسادا محضا، أو فيه جهة فساد، وان ما فيه جهة صلاح وجهة فساد لا يحرم الا إذا صرف في الفساد فيستفاد منها ان مثل الروحانيين التى فيها الفساد من جهة عبادة الناس اياها وتعظيمها المنافية للتوحيد والتنزيه: محرم صنعتها، واما ما ينتفع الناس بها ولو في التزيين وساير الاغراض العقلائية كتماثيل الموجودات كانت روحانيين ام لا: فهى محللة.
وان شئت قلت ان ساير فقرات الرواية حاكمة على تلك الفقرة ومفسرة اياها، ويؤيد هذا الاحتمال ذكر الاصنام والصلبان في الضابطة التى ذكرت مقابلة ضابط الحلية فقال: انما حرم الله الصناعة التى حرام هي كلها التى
(1) البحار = كتاب العقل والجهل – باب علامات العقل وجنوده.