المکاسب المحرمة , الاول-ج1-ص50
واحتمال كون الراوى الصيقل مخالف للظاهر جدا، سيما مع قوله في ذيلها: وكتب إليه، فلو كان الراوى الصيقل لقال وكتبت إليه.
وليس في السند من يتأمل فيه، الا احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ومحمد بن عيسى بن عبيد، وهما ثقتان على الاقوى.
والمظنون لو لا المقطوع به: ان قوله: نعمل السيوف مصحف عن قوله نغمد السيوف، فانهما شبيهتان كتابة في العربية، والشاهد عليه اولا رواية القاسم الصيقل (1) الظاهر انه ابن ابى القاسم، قال كتبت إلى الرضا عليه السلام انى اعمل اغماد السيوف من جلود الحمر الميتة، فتصيب ثيابي فاصلي فيها، فكتب إلى اتخذ ثوبا لصلوتك، فكتبت إلى ابى جعفر الثاني انى كنت كتبت إلى ابيك بكذا وكذا فصعب ذلك على فصرت اعملها من جلود الحمر الوحشية الذكية، فكتب (ع) إلى كل اعمال البر بالصبر يرحمك الله، فان كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس.
فان الظاهر ان المكاتبة المشار إليها في هذه الرواية هي المكاتبة المتقدمة حيث كان ولد ابى القاسم من جملة المكاتبين، واحتمال كون القاسم الصيقل غيرابن ابى القاسم الصيقل بعيد.
وثانيا ان عمل السيوف بمعنى صنعتها، (كما هو الظاهر من عملها) أو بمعنى تصقيلها، عمل مستقل كان في تلك الازمنة في غاية الاهمية، وهو غير عمل تغميدها الذى كان مباينا لهما، ومن البعيد قيام شخص بعملها معا في ذلك العصر.
ويشهد له قوله: ليست لنا معيشة ولا تجارة غيرها، ونحن مضطرون إليها، فاية معيشة وتجارة اعظم من صنعة السيوف في تلك الازمنة ازمنة الحروب السيفية: عصر الصيف، واى احتياج لصانع الصيف إلى عمل الجلود.
فلا شبهة في ان ابا القاسم وولده بحسب هذه الرواية كان عملهم اغماد السيف، وانما سألوا عن بيع الميتة وشرائها وعملها ومسها، وحملها على بيع السيوف لابيع الجلود (كما صنع شيخنا الانصاري) (2) طرح للرواية الصحيحة الصريحة.
نعم في رواية عن ابى القاسم الصيقل (3) قال كتبت إليه انى رجل صيقل، اشترى
(1) الوسائل كتاب الطهارة – الباب 34 من ابواب النجاسات (2) راجع المكاسب في حرمة المعاوضة على الميتة (3) الوسائل كتاب التجارة – الباب 8 – من ابواب ما يكتسب به