جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج6-ص43
أما عدم الاستحلاف إلا بالله تعالى وتقدس ولو كان الحالف كافرا فالظاهر عدم الخلاف فيه، لقول الصادق عليه السلام على المحكي في حسن الحلبي سألت الصادق عليه السلام عن أهل الملل كيف يستحلفون؟ فقال: لا تحلفوهم إلا بالله تعالى ” (1).
وخبر سماعة ” سألته هل يصلح لاحد أن يحلف أحدا من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم؟ قال لا يصلح لاحد أن يحلف أحدا إلا بالله تعالى ” (2).
وقوله في صحيح سليمان بن خالد لا يحلف الرجل اليهودي والنصراني ولا المجوسي بغير الله عزوجل إن الله عزوجل يقول: فاحكم بينهم بما أنزل الله ” (3).
وفي خبر جراح المدائني ” اليهودي والنصراني والمجوسي لا تحلفوهم إلا بالله تعالى ” (4) ويمكن أن يقال لا إشكال في أن الكفار مع الاعتقاد بالله تعالى يكون احلافهم بالله تعالى وأما مع الانكار وعدم الاعتقاد هل يمكن تحقق الحلف حتى يكون مشمولا لما ذكر من الاخبار من جهة الاطلاق فان المحلوف به لابد أن يكون عظيم الشأن عند الحالف أو محل تعلقه، ومع عدم الاعتقاد وعدم التعلق كيف يتحققالحلف فالاخذ بالاطلاق فرع تحقق الحلف، والاخبار المذكورة لا تشمل الكافر المنكر للمعبود فتأمل.
وأما جواز إحلاف الذمي بما يقتضيه دينه فلعله لخبر السكوني إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه استحلف يهوديا بالتورية التي انزلت على موسى على نبينا وآله وعليه السلام واحتمل اختصاص ذلك بالامام عليه السلام مضافا إلى ضعف السند.
وأما صحيح ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام ” قال سألته عن الاحكام، فقال في كل دين ما يستحلفون (5) به ” وعن بعض النسخ ” ما يستحلون به ” فقد حمل على الاخبار عن شرايعهم لا أن المراد منه جواز الحلف بغير الله تعالى.
وحمل خبر محمد بن قيس ” قال: سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول: قضى علي عليه السلام فيمن استحلف أهل الكتاب بيمين صبر أن يستحلفه بكتابه وملته ” (6) على اختصاصه
(1) و (2) و (3) و (4) الوسائل، كتاب الايمان، ب 32، ح 6 و 5 و 1 و 2.
(5) و (6) الوسائل، كتاب الايمان، ب 32، ح 7 و 8.