جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج2-ص116
ومنها صحيحة الفضلاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه: هلك الناس في بطونهم وفروجهم لانهم لم يؤدوا إلينا حقنا ألا وإن شيعتنا من ذلك وآباءهم في حل) (1).
ومنها خبر ضريس الكناسي قال: (قال أبو عبد الله عليه السلام: أتدري من أين يدخل على الناس الزنا؟ فقلت: لا أدري، فقال: من قبل خمسنا أهل البيت إلا لشيعتنا الاطيبين فإنه محلل لهم ولميلادهم) (2).
ومنها رواية محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول: يا رب خمسي، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولادتهم ولتزكو أولادهم) (3).
ومنها ما روي عن كتاب إكمال الدين عن محمد بن عصام الكليني عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب فيما ورد عليه من التوقيعات بخط صاحب الزمان عجل الله فرجه (أما ما سألت عنه من أمر المنكرين لي – إلى أن قال: – وأما الخمس فقد ابيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى أن يظهر أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث) (4).
ولا يخفى أن هذه الاخبار على كثرتها لا مجال لحملها على إباحة الخمس إلى يوم القيامة بحيث يكون بنو هاشم الذين يحرم عليهم الصدقة محرومين منه مع ملاحظة، ما ورد من أن الخمس عوض عن الصدقة المحرمة عليهم، فالمراد منها إما تحليل قسم خاص منه وهو ما يتعلق بطيب الولادة كأمهات الاولاد ونحوها كما يشعر به التعليل في بعضها، أو تحليل مطلقة في عصر صدور الروايات لحكمة مقتضية له، وهذا غير الاباحة على الاطلاق بل بعضها ظاهر في إرادة العفو عنه في خصوص تلك الازمنة كقوله عليه السلام في خبر يونس (ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك
(1) علل الشرايع ص 132 والمقنعة ص 46 والتهذيب ج 1 ص 389.
(2) التهذيب ج 1 ص 388 والكافي ج 1 ص 546 تحت رقم 16.
(3) الكافي ج 1 ص 546 تحت رقم 20 والتهذيب ج 1 ص 388.
(4) كمال الدين ص 267 والاحتجاج ص 263.