جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج1-ص413
الامور المعتبرة في الصلاة الشخصية بحيث يستظهر منه عله التوبيخ نفس هذا العنوان لا ما يلازم الاكتفاء بالصلاة المذكورة من ترك الصلاه الصحيحة مثل مصححة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (بينا رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم جالس في المسجد إذا دخل رجل فقام يصلي فلم يتم ركوعه ولا سجوده فقال رسول الله صلى الله وعليه وآله: نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني) (1) ورواية عبد الله بن ميمون القداح عن محاسن البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أبصر علي بن أبي طالب عليه السلام رجلا ينقر صلاته فقال عليه السلام منذكم صليت بهذه الصلاه فقال له منذ كذا وكذا فقال عليه السلام مثلك عند الله مثل الغراب إذا نقر، لو مت مت على غير ملة أبي القاسم محمد صلى الله وعليه وآله وسلم، ثم قال: إن أسرق الناس من سرق من صلاته) (2) موضع الاستشهاد قوله صلى الله وعليه وآله وسلم في الاولى (وهكذا صلاته) وقوله عليه السلام في الثانية (منذكم صليت بهذه الصلاة) وقوله عليه السلام (أسرق الناس من سرق من صلاته) تقريب الاستشهاد بالفقرتين الاوليين أن الظاهر منها كون الموجب للخروج عن الدين والملة أمرا وجوديا هو صدور الصلاة الشخصية منه بالوصف المذكور لا ما يلازم الاكتفاء به من ترك الصلاة المفهومية ولا يخفى الاشكال في الاستدلال بهذه الطائفة من الاخبار بالتقريب المذكور من جهة أن الظاهر من هذه التعبيرات كامثالها في العرفيات التوبيخ على إتيان المكلف بشئ ليس مصداقا لما عليه بعنوان الامتثال والوفاء بالنسبة إلى ما عليه كما لو رأى عالم جاهلا يتوضا بنحو لا يصح معه يقول له: ويل لك هكذا وضوؤك منذكم سنة توضأت بهذا النحو، ويقال لمن أضاف قوما لا على ما ينبغي: هكذا ضيافتك، وثانيا نقول الخروج عن الدين والملة على أي تقدير ليس موجبه أمر ا وجوديا لان الصلاة الفاسدة لا توجب الخروج عن الدين و الملة بل الموجب هو ترك الجزء والشرط وهو أمر عدمي
(1) الوسائل أبواب الركوع ب 3 ح 1.
(2) الوسائل أبواب أعداد الفرائض ب 9 ح 2.
وفي المحاسن ص 82.