جامع المدارک فی شرح المختصرالنافع-ج1-ص90
عليه السلام افتى في مثل هذا وذلك أن امرأة من اهلنا استحاضت فسألت ابى عليه السلام عن ذلك فقال: إذا رايت الدم البحراني فدعى الصلاة وإذا رأيت الطهر ولو ساعة من نهار فاغتسلي وصلى، قال أبو عبد الله عليه السلام: وأرى جواب أبى ههنا غير جوابه في المستحاضة الاولى الا ترى انه قال: تدع الصلاة ايام اقرائها لانه نظر إلى عدد الايام وقال ههنا: إذا رأت الدم البحراني فلتدع الصلاة، وامر ههنا أن تنظر إلى الدم إذا اقبل وإذا أدبر وتغير، وقوله: (البحراني) شبه معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ان دم الحيض أسود يعرف وانما سماة ابى بحرانيا لكثرته ولونه، فهذه سنة النبي صلى الله عليه وآله في التى اختلط عليها ايامها حتى لا تعرفها وانما تعرفها بالدم ما كان من قليل الايام وكثيره، قال: واما السنة الثالثة فهي التي ليس لها أيام مقدمة ولم تر لدم قط ورأت أول ما ادركت واستمر بها، فان سنة هذه غير سنة الاولى والثانية وذلك أن امرأه يقال لها حمنة بنت جحش أتت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: إنى استحضت حيضة شديدة؟ فقال لها: احتشي كرسفا، فقالت: انه اشد من ذلك انى اثجة ثجا؟ فقال: تلجمي وتحيضي (1) في كل شهر في علم الله ستة ايام أو سبعة ايام، ثم اغتسلي غسلا وصومي ثلاثة وعشرين يوما أو أربعة وعشرين واغتسلي للفجر غسلا واخري الظهر وعجلي العصر واغتسلي غسلا، واخرى المغرب وعجلى العشاء واغتسلي غسلا، قال أبو عبد الله عليه السلام: فأراه قد سن في هذه غير ما سن في الاولى والثانية وذلك لان امرها مخالف لامر هاتيك، الا ترى أن ايامها لو كانت اقل من سبع وكانت خمسا أو اقل من ذلك ما قال لها: تحيضي سبعا
(1) في النهاية: الثلج: سيلان دماء الهدى والاضاحي يقال: ثجه ثجا، ومنه حديث ام معبد (تحلب منه ثجا) أي لبنا سائلا كثيرا.
وقال الطريحي – رحمه الله – في حديث المستحاضة (استثعرى وتلجمى) أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنع الدم تشبيها باللجام في فم الدابة ومثله حديث حمنة بنت جحش: (تلجمى وتحيضى في كل شهر ستة أيام أو سبعة).
قال في المغرب: التلجم: شد اللجام واللجمة وهى خرفة عريضة تشدها المرأة ثم تشد بفضل من احدى طرفيها ما بين رجليها إلى الجانب الاخر وذلك إذا غلب سيلان الدم.
انتهى.