منیة الطالب فی شرح المکاسب-ج1-ص297
المثل فمقتضى ما يقال: إن كل ما لا يمكن أداؤه لا يمكن أن يبقى في الذمة: هو انقلاب المثل الى القيمة.
ويمكن أن يقال بانقلاب نفس العين التالفة الى القيمة.
ووجهه على مسلك المصنف (1) قدس سره من أن المدار في باب الضمان الأقرب الى التالف ظاهر، لأن المثل للعين التالفة ما دام موجودا فهو المضمون، فإذا تعذر فالأقرب إليها هو قيمتها، لاقيمة المثل.
وأما وجه انقلاب القدر المشترك الى القيمة فقد يتوهم في بادئ النظر أنه لا وجه له أصلا، إذ العين بعد ما كانت مثلية وبعد وجود مثلها في أول الأمر إما أن تنقلب هي الى القيمة أو مثلها، ولم يكن الجامع بينهما في الذمة في زمان حتى ينقلب هو الى القيمة، ولكن بالتأمل فيما ذكره المصنف قدس سره وجها له يظهر أن له وجها وجيها.
وحاصله: أنه بناء على استقرار ارتفاع القيم في الذمة سقوطه بأداء نفس العين في القيميات يقتضي في المقام القول باستقرار ارتفاع قيمة العين والمثل كليهما ويسقط بأداء المثل.
وأما لو تعذر أداؤه فيبقى في العهدة، وينتج هذا انقلابالقدر المشترك الى القيمة.
وبالجملة: لو قلنا بضمان القيمي بأعلى القيم من حين الغصب الى حين التلف ينتج في المقام ضمانه بأعلى القيم من حين أخذ العين الى زمان إعواز المثل، لأن معنى الضمان بأعلى القيم هو استقرار مراتب القيمة السوقية في عهدة الضامن بشرط تلف المضمون.
وأما مع بقائه فيرتفع ضمان أعلى القيم برده.
وحيث إن العين في المقام مثلية فكما أن رد نفس العين يوجب سقوط ارتفاع القيمة فكذلك رد مثلها، فإذا تعذر رد مثلها كما تعذر رد نفسها بقي إرتفاع القيمة في الذمة.
وهذا معنى أن الجامع بين العين والمثل ينقلب الى القيمة.
وكيف كان، فالاحتمالات في المسألة كثيرة.
وتوضيح الصور المنتجة للثمرة موقوف على بيان الأقوال في القيميات.
(1) المكاسب: كتاب البيع ص 106 س 18.