کتاب المکاسب-ج4-ص346
رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، فتأتيه الدنيا وهي راغمة (1) (2).
انتهى كلامه (3).
وأنت خبير بأن ما ذكره من كلام الشهيد رحمه الله وما ذكره منالحديث القدسي لا ارتباط له بما ذكر من دفع التنافي بين أدلة الطرفين، لأن ما ذكر (4) من التوكل على الله وعدم ربط القلب بغيره (5) لا ينافي الاشتغال بالاكتساب، ولذا كان أمير المؤمنين – صلوات الله عليه وعلى أخيه وزوجته وولديه وذريته – جامعا بين أعلى مراتب التوكل وأشد مشاق الاكتساب، وهو الاستقاء لحائط اليهودي (6)، وليس الشهيد أيضا في مقام أن طلب العلم أفضل من التكسب وإن كان أفضل، بل في مقام أن طالب العلم إذا اشتغل بتحصيل العلم فليكن منقطعا عن الأسباب الظاهرة الموجودة غالبا لطلاب العلوم من الوظائف المستمرة
(1) كذا في المصدر، ولكن في النسخ: ” زاعمة “، وقال المامقاني – بعد أن أثبتها بالزاي والعين المهملة -: في نسخة من الحدائق وفي الوسائل المصححة على خط المؤلف ” راغمة ” بالراء المهملة والعين المعجمة، ومعنى الكلمة حينئذ: ” ذليلة منقادة ” (غاية الآمال: 478).
(2) في النسخ زيادة: ” الحديث “، والظاهر أنه لا وجه لها، لأن الحديث مذكور بتمامه، راجع الكافي 2: 335، الحديث 2.
(3) الحدائق 18: 9 – 12.
(4) في ” ص “: ما ذكره.
(5) في غير ” ص ” ومصححة ” ن “: لغيره.
(6) كما نقله ابن أبي الحديد في مقدمة شرحه لنهج البلاغة 1: 22، وعنه البحار 41: 144.