کتاب المکاسب-ج2-ص118
فلا يخلو عن تأمل، ولا فرق في المؤمن بين الفاسق وغيره.
وأما الخبر: ” محصوا ذنوبكم بذكر الفاسقين ” (1) فالمراد به الخارجون عن الإيمان أو المتجاهرون بالفسق.
واحترز بالمؤمن عن المخالف، فإنه يجوز هجوه لعدم احترامه، وكذا يجوز
هجاء الفاسق (2) المبدع،
لئلا يؤخذ ببدعه (3)، لكن بشرط الاقتصار على المعائب الموجودة فيه، فلا يجوز بهته بما ليس فيه، لعموم حرمة الكذب، وما تقدم من الخبر في الغيبة من قوله عليه السلام في حق المبتدعة: ” باهتوهم كيلا (4) يطمعوا في إضلالكم ” (5) محمول على اتهامهموسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به، بأن يقال: لعله زان، أو سارق (6).
وكذا إذا زاده (7) ذكر ما ليس فيه من باب المبالغة.
ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة،
(1) لم نقف عليه في المصادر الحديثية، لكن حكاه السيد العاملي في مفتاح الكرامة (4: 64) عن حواشي الشهيد على القواعد، وفيه: ” محصوا ذنوبكم بغيبة الفاسقين “.
(2) لم ترد ” الفاسق ” في ” ف “.
(3) في نسخة بدل ” ش “: ببدعته.
(4) كذا في ” ف ” والمصدر، وفي سائر النسخ: لكيلا.
(5) الوسائل 11: 508، الباب 39 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما، الحديث الأول.
وقد تقدم في المكاسب 1: 353.
(6) في ” ف “: وسارق.
(7) في ” ف “: وكذا إرادة، وفي ” ص “: وكذا إذا زاد.