کتاب المکاسب-ج2-ص58
ومن هنا لما قيل لبعض: إني رجل أخيط للسلطان ثيابه، فهل تراني بذلك داخلا في أعوان الظلمة؟ قال له: المعين من يبيعك الإبر والخيوط، وأما أنت فمن (1) الظلمة أنفسهم (2).
وفي رواية سليمان الجعفري – المروية عن تفسير العياشي -: ” أن الدخول في أعمالهم، والعون لهم، والسعي في حوائجهم عديل الكفر، والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق (3) بها النار ” (4).
لكن الإنصاف: أن شيئا مما ذكر لا ينهض دليلا لتحريم العمل لهم على غير جهة المعونة.
أما الرواية الاولى (5)، فلأن التعبير فيها – في الجواب بقوله: ” ما احب ” – ظاهر في الكراهة.
وأما قوله عليه السلام: ” إن أعوان الظلمة.
الخ “، فهو من باب التنبيهعلى أن القرب إلى الظلمة والمخالطة معهم مرجوح، وإلا فليس من يعمل لهم الأعمال المذكورة في السؤال – خصوصا مرة أو مرتين، خصوصا مع الاضطرار – معدودا من أعوانهم.
(1) في ” ن “، ” خ “، ” م ” و ” ع “: من.
(2) حكاه الشيخ البهائي في الأربعين حديثا: 239.
(3) كذا في ” ن ” والوسائل، وفي سائر النسخ: تستحق.
(4) الوسائل 12: 138، الباب 45 من أبواب ما يكتسب به، الحديث 12.
وانظر تفسير العياشي 1: 238، الحديث 110.
(5) لم ترد ” الاولى ” في ” خ “، ” م “، ” ع ” و ” ص “، ووردت في ” ن ” تصحيحا.