کتاب المکاسب-ج2-ص19
فيرجع الأمر إلى إناطة الاتصاف بمراد المتكلم وإن كان الطريق إليه اعتقاد المخاطب.
ومما يدل على سلب الكذب عن التورية
ما روي في الاحتجاج: ” أنه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل – في قصة ابراهيم على نبينا وآله وعليه السلام -:
(بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون)
(1)، قال: ما فعله (2) كبيرهم وما كذب ابراهيم، قيل: وكيف ذلك؟ فقال: إنما قال ابراهيم:
(إن كانوا ينطقون)
، أي: إن نطقوا فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا، فما نطقوا وما كذب ابراهيم.
وسئل عليه السلام عن قوله تعالى:
(أيتها العير إنكم لسارقون)
(3).
قال: إنهم سرقوا يوسف من أبيه، ألا ترى أنهم قالوا:
(نفقد صواع الملك)
(4) ولم يقولوا: سرقتم صواع الملك.
وسئل عن قول الله عز وجل حكاية عن ابراهيم عليه السلام:
(إني سقيم)
(5) قال: ما كان ابراهيم سقيما وما كذب، إنما عنى سقيما في دينه، أي: مرتادا ” (6).
(1) الأنبياء: 63.
(2) في ” خ “: ما فعل.
(3) يوسف: 70.
(4) يوسف: 72.
(5) الصافات: 89.
(6) الاحتجاج 2: 105 مع اختلاف يسير، والمرتاد: الطالب ل