رسائل فقهیة (مخطوط)-ج1-ص93
من عقيق فان الركعة فيه بالف وينبغى ان يصلى صلوة مودع فيجدد التوبة والانابة والاستغفار ويشغل فكره في جميع احواله في طاعة سيده ومولاه وان يقوم بين يدى ربه قيام العبد الذليل بين يدى مولاه وان يعلم ما يقول وانه لمن يناجى ولمن يسئل وانه صادق في مقالته عند قارائته اياك نعبد واياك نستعين الذى يراد منه تخصيصه بالعبادة والاستعانة فلا يكون عابدا لهواه ولا مستعينا بغيره وان يكون باطنه موافقا لما يظهره من العبودية في الركوع والسجود ونحوهما والا كان من القبيح في زى الحسن ومن كان فكره قاصرا فعليه بمطالعة ما كتبه العلماء في اسرار الصلوة ولو تأمل العبد الذى يشتغل بصلوته وقلبه مشغول باموردنياه انه ما عامل سيده ومولاه معاملة اقل من يخاطبه بمن زوجته وغيرهما ممن يحضر تمام قلبه عنده مخاطبته لذاب حياء ان كان من اهله فليبذل الانساني جده في التجنب فيها عن حديث النفس وعن التفكر في امور دنياه كما انه ينبغى بذل جهده في الحذر من مكائد الشيطان ومصائده وجنائله فانه لا زال يختلس للعابد في عبادته ويوقعه في الشك فيها ويشغله عن التوجه إليها فإذا عرف الانسان كيده ارغم انفه بمخالفته وعدم اطاعته في تجيد العبادة واستينافها وايسه من الطمع فيه ومن جملة حبائله ادخال العجب في نفس العابد حتى يمنعه قبول عبادته فان المعجب لا يصعد شئ من عمله بل الذنب الذى يتعقبه الندم خير من الصلوة مع العجب كما ان من حوابس الصلوة حبس الزكوة والحقوق الواجبة والنشوز والاباق والحسد والكبر والغيبة واكل الحرام وشرب المسكر وغيرها بل مقتضى قوله تعالى انما يتقبل الله من المتقين عدم قبولها من كل فاسق واياك والقيام للصلوة كسلا ثقيلا في سكرة النوم أو الغفلة ولا تكن لاهيا فيها ولا مستعجلا ولا مدافعا للبول أو الغايط أو الريح ولا تمتخط فيها ولا تتخم ولا تبصق بعض ما في فمك من الفضولات ولا تطمح ببصرك الى السماء ولا تغمض بل اخشع ببصرك شبه المغمض ولا تختصر بانتضع يدك على خاصرتك معتمدا على احد وركيك بل ينبغى تجنب كل ما ينافى خشوعها وكل ما يعد فيها لعبا وكل ما ينافيها في العرف ولعادة وكل ما اشعر فيها بالتكبر لو