پایگاه تخصصی فقه هنر

مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج15-ص10

(يسألونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات) (1) وهي المقابلة للخبائث.

وفيه: أنه مفهوم لا حجية فيه، مع أن في استلزام عدم التحليل للتحريم وكذا في مقابلة الطيبات للخبائث نظرا.

ثم المراد بالخبائث – على ما ذكرها جماعة (2) – ما تشمئز منه أكثر النفوس المستقيمة، وتتنفر عنه غالب الطباع السليمة.

والظاهر أنه ليس مرادهم ما تتنفر الطباع وتشمئز عن أكله، إذ كثير من العقاقير السبعة والادوية – كالاهليلجات (3) ونحوها – كذلك، مع أنها ليست خبيثة عرفا ولا محرمة شرعا.

(بل كثير مما تتنفر عنه الطباع إنما يكون لحرمته، أو توهم حرمته، أو عدم الاعتياد بأكله.

ولذا ترى تنفر طباع أكثر العجم عن أكل الجراد دون العرب، وتنفر طباع أهل البلدان عن الحية والفأرة والضب دون أهل البادية من الاعراب، وكأن كثيرا مما تتنفر عنه الطباع الان كانت العرب تأكله قبل الاسلام، كالضب، والمسلمون يتنفرونمن الخنزير دون النصارى، إلى غير ذلك) (4).

بل ما تتنفر الطباع عنه مطلقا، أكلا ولمسا ورؤية، كرجيع الانسان والكلب، بل رجيع كل ما لا يؤكل لحمه، والقي من الغير وقملته وبلغمه – سيما المجتمع في موضع في مدة – والقيح، والصديد، والضفادع، ونحوها.

(1) المائدة: 4.

(2) منهم المحقق الاردبيلي في زبدة البيان: 631 والفاضل الجواد في مسالك الافهام 1: 146.

(3) الاهليلج: عقير من الادوية معروف وهو معرب – انظر لسان العرب 2: 392.

(4) ما بين القوسين ليس في (س).